خريجة الجامعة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي
عُينت سحر نصر، أستاذ غير متفرغ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وخريجة عامي 1985 و1990 من الجامعة، في منصب وزير التعاون الدولي في التشكيل الوزاري الذي أعلن الشهر الماضي.
توضح نصر، والتي تتطلع لمنصبها الجديد، التحديات والفرص الماثلة أمامها، قائلة "يكمن هدفي كوزير للتعاون الدولي في العمل على تواصل مصر مع العالم أجمع. أعتقد أنه يتوجب علينا التكاتف مع المجتمع الدولي من أجل تنشيط اقتصادنا وتقوية وترسيخ الأعمال التجارية المصرية. بالطبع سنواجه بعض التحديات، لكنني أرحب بهذه الفرصة المواتية للمساهمة في دعم النمو والتنمية في مصر وذلك من خلال التعاون الدولي."
تذكر نصر أن انفتاح الاقتصاد المصري يعد عامل رئيسي في تنمية وازدهار البلاد، قائلة "أسعى إلى إقامة المزيد من الشراكات مع مختلف أطراف المجتمع الدولي، وحشد المصادر بهدف تحقيق نمو شامل ومستدام للاقتصاد المصري. ومن أهم البنود التي أضعها أعلى جدول أعمالي، خلق فرص العمل، وخاصة للشباب والسيدات. وفيما يتعلق بذلك، علينا تقديم الدعم للمناطق المتباطئة اقتصادياً وتعزيز إمكانية وصولها للأسواق، حيث يساهم ذلك بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة."
يعد تعيين نصر في منصب وزير التعاون الدولي خطوة أخرى هامة والتي تضيف إلى تاريخها الوظيفي المتميز بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والساحة الدولية. فنصر تتمتع بأكثر من 25 عام من الخبرة في مجال التنمية الاقتصادية، حيث عملت بالبنك الدولي كخبير اقتصادي في قسم التمويل وتنمية القطاع الخاص لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وكمدير للبرنامج الإقليمي لصندوق تمويل مؤسسات الأعمال الصغرى والصغيرة والمتوسطة الحجم للمنطقة نفسها.
لدى نصر أيضاً تاريخ طويل بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث التحقت بها أولاً كطالبة، ثم كأستاذة جامعية فيما بعد. فقد حصلت نصر على شهادة البكالوريوس في عام 1985 من الجامعة بأعلى مرتبة شرف، ودرجة الماجستير في الاقتصاد في عام 1990. ثم عادت نصر إلى الجامعة في عام 2002، حيث عملت كأستاذة جامعية وباحثة على مدى 13 عام. وفي عام 2013، كُرمت نصر من قبل المجلس الأعلى للجامعات على جملة إصداراتها وأبحاثها وتاريخها الأكاديمي البارز.
يذكر عادل بشاي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة وأحد الأساتذة السابقين لنصر، أن تاريخها الوظيفي يؤكد على الإنجازات الأكاديمية والمهنية العظيمة للجامعة. يقول بشاي " تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة الكثير من الطلاب الذين حققوا نجاح باهر على المستويات القومية، والإقليمية، والدولية. فقد اشتغل بعضهم في البنك الدولي، بينما اشتغل البعض الآخر كرؤساء تنفيذيين في شركات عالمية، وعُين القليل منهم في مناصب وزارية في مصر. يجب على جميع الطلاب النظر على هذا التاريخ الغني من النجاح وأن يشعروا بالحافز لمحاكاة هؤلاء النجوم الكبار."
تقوم نصر حالياً بتدريس مقدمة في الاقتصاد الكلي، والمالية العامة، والبنوك، حيث تعمل على إطلاع طلابها على كيفية استغلال التجارب والمعرفة التي يكتسبونها بالجامعة في لعب دور نشط في مجال الاقتصاد السياسي وخدمة بلادهم وشعوبهم. تقول نصر "أسعى إلى إطلاع طلابي على الخبرة العملية والتجارب التي مررت بها، والمعرفة الدولية والتي اكتسبتها من العمل في الميدان والتفاعل مع المواطنين والأطراف المؤثرة في العديد من الدول النامية."
تؤكد هنا مرعي، خريجة عام 2015 من قسم الاقتصاد بالجامعة، والحاصلة على جائزة كأس رئيس الجامعة، ومساعد مدرس لنصر، "تسعى د. نصر جاهدة للتفاعل مع طلابها، وتشجع على إجراء المناقشات داخل فصولها، وتشارك معهم معرفتها ومعلوماتها وتجاربها وخبرتها. وحتى الآن، فقد تمكنت د. نصر من تحقيق التوازن بين المسئوليات والمهام العديدة التي تقوم بها، سواءً كانت متعلقة بعملها السابق بالبنك الدولي، أو منصبها الحالي كوزير للتعاون الدولي، هذا بالإضافة إلى تدريسها بالجامعة. إنه أمر ملهم للغاية أن أكون شاهدة على تحقيق وحدوث ذلك."
وتؤكد مرعي على التزام نصر بتطبيق مبدأ التعلم مدى الحياة، قائلة "أعرف د. نصر كأستاذتي، وزميلتي، ومديرتي بالعمل، وكوزيرة الاقتصاد. وفي كل مرة أتعلم منها أكثر مما أتخيل. فقد عرفتني أنه مهما كانت وظيفتي ومركزي، لا يزال هناك الكثير لكي أتعلمه من خلال عملي. فهي توضح لي كل أمر أو خطوة تقوم بها ولماذا تقوم بها كي أتعلم منها."
يعد المنصب الجديد لنصر شهادة ليست على رؤيتها العالمية فحسب، وإنما على الرؤية العالمية التي طالما تميز به مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة. تقول نصر "شكلت دراستي وعملي بالجامعة حجر الأساس لبناء تاريخي المهني، كما دعمت الجامعة شغفي لمجال الشئون الدولية ورغبتي في رد الجميل لبلدي والمجتمع الذي أنتمي إليه."