خريج متميز وسفير الهند: من اللغة العربية بالجامعة إلى الدبلوماسية العالمية
كان السفير الهندي شري جوبيناثان ضمن أول ثلاثة أفراد من السلك الدبلوماسي الهندي يلتحقون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لدراسة اللغة العربية لمدة عامين في عام 1979. وفي الوقت الحالي، بلغ عدد الدبلوماسيين الهنود ببرنامج اللغة العربية بالجامعة حوالي 20 دبلوماسي.
ساعدت دراسة جوبيناثان للغة العربية بالجامعة في تشكيل مساره المهني في الشئون الدولية حيث زودته بالمعرفة والخبرة اللازمة والتي انعكست فيما بعد حينما تولى منصب سفير الهند في مصر من عام 2005 وحتى 2009. وقد حصل حينذاك على جائزة الخريج المتميز من الجامعة على عمله وإنجازاته في المجال الدولي.
يقول جوبيناثان "لقد ساعدتني دراستي والوقت الذي قضيته بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بشكل هائل. وقد استفدنا من المعلمين والموظفين حيث قاموا بتعريفنا الكثير عن النسيج الاجتماعي المصري. وكانت هذه الآراء لا تُقدر بثمن حيث ساعدتني في مهمتي الثانية في البلاد."
كعضو في السلك الدبلوماسي الهندي، اختار جوبيناثان دراسة اللغة العربية كاللغة الأجنبية الإجبارية. وحتى عام التحاقه بالجامعة، كانت الحكومة الهندية تخصص مدرس خصوصي للمسئولين بالسلك الدبلوماسي. يوضح جوبيناثان "كنا نحن ضمن أول الملتحقين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للحصول على دورات منظمة في اللغة العربية. وقد استمر هذا التقليد على مدار السبعة وثلاثين عام الماضية وحتى الآن، وأتمنى أن يستمر في المستقبل."
كان عم جوبيناثان قد شجعه للانضمام للخدمة المدنية فيما مضى. وبعد العمل في أكبر بنك قطاع عام في الهند لمدة عامين ورؤية أحد أصدقائه يلتحق بالسلك الدبلوماسي، قرر جوبيناثان الاهتمام بنصيحة عمه واستكشاف المجال الذي اعتبره "محفز فكرياً وملئ بالتحديات." يوضح جوبيناثان "قررت خوض التجربة وتقدمت لاختبار الخدمة المدنية مدوناً الخدمة في السلك الدبلوماسي كأول اختيار لي، وكان حظي وفيراً حيث تم اختياري."
وأثناء عمله كسفير، شهد جوبيناثان على الجهود المتواصلة المبذولة من كل من الدبلوماسيين الهنود والمصريين من أجل تحسين العلاقات بين الدولتين. يقول جوبيناثان "حظيت بشرف المشاركة في زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الهند في عام 2008، وذلك بعد فجوة في العلاقات لما يقرب من 28 عام. وقمنا بتنظيم معرض يسمى بـ"صنع في الهند" لعرض الفرص المتاحة لمد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والهند. كما قمنا بتعميق الروابط الثقافية من خلال تنظيم زيارات للفرق الثقافية والفنانين بين البلدين."
يقول جوبيناثان "لقد أفادني تعلم اللغة العربية حيث وُضعت في مكان جيد حينما انتقلت إلى الدوحة بقطر من عام 1981 وحتى 1984."
قبيل تولي منصب سفير الهند، كان نائب الممثل الدائم في البعثة الدائمة للهند في الولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك من عام 2002 وحتى عام 2005. ومن عام 2009 وحتى عام 2011، عمل جوبيناثان في منظمات دولية عديدة في جنيف أيضاً. يقول جوبيناثان "أفادتني اللغة العربية كثيراً عند التحدث مع المصريين، على سبيل المثال، عند إلقاء خطابات قصيرة بالعربية في الفعاليات الثقافية وفي الاجتماعات والمؤتمرات. كما ساعدتني في التواصل بسهولة مع الوفود العربية أثناء عملي في نيويورك وجنيف."
وعند عودته لمصر، تمكن من إعادة التواصل مع بعض الأشخاص الذين تعرف عليهم أثناء دراسته بالجامعة. يقول جوبيناثان "كان من الرائع معرفة أن الكثير من خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد تولوا مناصب عليا بالحكومة المصرية. فقد قادتني اللغة العربية إلى تقدير الفن والأدب والموسيقى العربية، فضلاً عن اكتساب عدد لا حصر له من الأصدقاء على مدار الثلاثة عقود ونصف الماضية."