نظرة على الحرم اليوناني
فقد وقعت الجامعة عقد إيجار مدته حوالي عشر سنوات مع شركة حديقة التحرير التكنولوجية لإدارة حرم اليونانى بالجامعة، مع احتفاظ الجامعة بحقوق الملكية كاملة. وسوف يقام حفل استقبال في الحرم اليوناني يوم الخميس 14 نوفمبر في تمام الساعة الثالثة مساءً وذلك للإعلان رسمياً عن خطط الجامعة. والدعوة عامة لكافة أعضاء مجتمع الجامعة. تقول ليسا أندرسون رئيسة الجامعة " نأمل أن تساهم تلك المبادرة الجديدة في إحياء الروح من جديد في ميدان التحرير الذي كان وسيظل بمثابة المأوى والبيت الأول للجامعة. وقالت أيضاً "أنه من دواعي السرور أن نرى حرم الجامعة بميدان التحرير وقد تحول إلى مكان لخدمة أغراض التكنولوجيا المتطورة والأعمال". لقد كان الحرم اليوناني دائماً بمثابة محور النشاط الاجتماعي للطلاب وذلك نظراً لموقعه على بعد خطوات من حرم الجامعة الرئيسي، وقد اشترت الجامعة الحرم اليوناني من الجالية اليونانية في 1964 وقد تم إغلاقه بعد انتقال الجامعة الأمريكية إلى القاهرة الجديدة في 2008. وقد ضم الحرم اليوناني بين جنباته المكتبة، ومبنى العلوم الاجتماعية، ومبنى البحوث الاجتماعية، ومركز عبد اللطيف جميل، ومركز تعليم الكبار والتعليم المستمر (والتي كانت تُعرف سابقا بمركز تعليم الكبار والتعليم المستمر وقسم الخدمة الاجتماعية). وقد كان الحرم اليوناني وقت شراء الجامعة له يضم مسرحاً، ومركز للطباعة، و اثنين من ملاعب للتنس، ومقهى. تقول وجيدة البكري وهي من خريجات الجامعة عام 1968 على الصفحة الالكترونية الخاصة بذكريات الجامعة "أن الكافيتريا الخاصة بالحرم اليونانى والتى كان يطبق عليهاGreedee’s كانت من أوائل مطاعم الوجبات السريعة التي عاصرها جيلنا، والتى سرعان ما أصبحت مكان الخروج المفضل ومسرحاً للفرق الراقصة ليلاً". لقد تم شراء الحرم اليوناني أثناء رئاسة توماس بارلت للجامعة، والذي كان في منتصف الثلاثينات في ذلك الوقت وبذل جهوداً جبارة لتوسيع قاعدة المنشآت الخاصة بالجامعة وذلك لتصبح الجامعة منشأة تعليمية من الطراز الأول تساهم في تطوير مصر وتنميتها. يعلق بارتلت على ذلك فى أحد اللقاءات التى جاءت بعنوان "اليوم الذي اشترينا فيه الحرم اليوناني" قائلاً "فى نهاية الأربعينيات أصبح من الواضح أن الجامعة تحتاج إلى مساحات جديدة لاستيعاب الزيادة في عدد الطلاب والبرامج". أتمت الجامعة إنشاء بيت هيل ومبنى العلوم في 1953، وفي 1966 على التوالي. وفي 1964 عمدت الجامعة إلى توجيه النقود التي كان مقرراً تخصيصها لإنشاء مبنى يرتفع لحوالي عشرة أدوار في حرم الجامعة الرئيسي إلى شراء الحرم اليوناني، والذي كان بمثابة الإضافة الأكبر للجامعة أثناء فترة بارلت. يقول بارلت الذي عمل كرئيس مؤقت في الفترة من 2002 إلى 2003 وهو الأن عضو من أعضاء مجلس أوصياء الجامعة "أن الفرصة قد حانت فجأة لشراء اثنين من المدارس اليونانية الواقعة في نفس المكان الذي يشغله الحرم اليوناني الآن، ولكننا كنا نحتاج إلى الحصول على الموافقات اللازمة لاستخدام المال الذي حصلنا عليه للبناء في حرم الجامعة الرئيسي وتوجيهه بدلاً من ذلك إلى شراء المدارس اليونانية". وقد وافق مجلس أوصياء الجامعة على التعديل المقترح في 16 يوليو 1964. لقد واجه بارلت تحدياً جديداً بعد الحصول على الموافقات اللازمة. فقد أوضح بارلت "أن الجالية اليونانية كانت تريد أن تدفع الجامعة ثمن المدارس بالعملة الصعبة، وهذا لم يكن متوفراً لدى الجامعة ولم يكن مسموح لها قانوناً أن تدفع الثمن بالعملة الصعبة. وبالإضافة لما سبق، فقد كانت هناك شكوك بشأن ما إذا كانت الجامعة مخولة بحكم القوانين المعمول بها في ذلك الوقت أن تشتري الحرم اليوناني". وأوضح بارلت "أنه لحسن الحظ وافق السيد بيراكوس وهو رئيس الجالية اليونانية بمصر أخيراً على إتمام عملية البيع بالجنيه المصري، ولم تعترض الحكومة المصرية على عملية البيع". أضاف بارلت "وفى يوم الشراء قمت أنا والسيد فايق ويصا المحاسب بحمل العديد من الحقائب التي تحوي مبلغ الشراء، وذلك لأنه لم يكن مسموحاً قانونا أن يتم التعامل بالشيك البنكي لإتمام عملية الشراء. وقد اضطررنا إلى عد حوالي 500،409 جنيه مصري من فئة العشرات وتحويلها وذلك في حضور المسئول بمكتب التسجيل. وقد أتممنا تلك العملية ووقعنا الأوراق النهائية لعملية الشراء في 15 مارس 1965". لقد كانت المكتبة واحدة من أهم المعالم التي ميزت الحرم اليوناني، وقد كانت المكتبة في الفترة الأولى تقع في بيت هيل، ولكن مع الزيادة السريعة في مقتنيات الجامعة من الكتب والدوريات والاحتياجات المتزايدة للطلاب وهيئات التدريس أصبح المبنى غير كاف لاستيعاب كل ذلك. وفي 1971 عمل رئيس الجامعة كريستوفر ثورن على استشارة خبراء في ذلك المجال، وقد تقدم مجلس أوصياء الجامعة بطلب إلى المعماري الأمريكي هوغ جاكوبسن لوضع خطط خاصة ببناء مكتبة جديدة يكون مكانها الحرم اليوناني. وفي مايو 1974 وضعت الجامعة حجر الأساس للمشروع وكان مشروع البناء في تقدم مستمر حتى 1976 عندما شب حريق أتى على الأعمدة والدعامات والأعمال الأسمنتية بالدور الأول. وقد توقف العمل بالمكتبة لسنتين تقريباً، ولكن في 1982 في فترة رئاسة ريتشارد.ف. بدرسون للجامعة تم الانتهاء من مشروع بناء المكتبة بالحرم اليوناني. وقد صمم جاكوبسن مبنى المكتبة بحيث تقع واجهتها على الطريق، بالإضافة إلى وجود ساحة ودرج يمتد من المبنى إلى منطقة الحدائق التي تقع في قلب الحرم اليوناني. وكما وصف توماس أ. لامونت في مقال "الجامعة الأمريكية بالقاهرة: 1987-1995": ذلك قائلاً "إن الخطوط اللافتة لمبنى المكتبة الخاصة بالجامعة كانت من الأمور التي أعطت الحرم اليوناني نسقه المعماري الخاص به". وعند انتقال مقر المكتبة من بيت هيل إلى الحرم اليوناني، تعاون أعضاء فريق العمل بالمكتبة، مع عدد من المتطوعين وعمال الجامعة لنقل حوالي ثمانين ألف كتاب ومجلد ووضعها في حقائب بلاستيكية على عربات صغيرة تُجر باليد ليقوموا بنقلها من شارع محمد محمود إلى الحرم اليوناني. وتذكر شهيرة الصاوي عميد المكتبات وتقنيات التعلم (وهي حاصلة على درجة البكالوريوس من الجامعة في 1965، ودرجة الماجستير أيضا من الجامعة في 1991) على صفحة الجامعة الخاصة بالذكريات "أنه بمجرد الانتهاء من عملية تشييد مبنى المكتبة، قمنا بنقل مقتنيات الجامعة من الكتب من بيت هيل إلى الحرم اليوناني وذلك في حقائب بلاستيكية، وقد تولت مجموعة من الطلاب المتطوعين مهمة نقل الكتب عبر الشارع إلى الحرم اليوناني. وقد تم إغلاق شارع محمد محمود لذلك السبب، وقد شارك مجتمع الجامعة بأكمله في تلك المهمة". لم تخدم مكتبة الجامعة الواقعة في الحرم اليوناني طلاب البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا فحسب، بل خدمت أيضاً الطلاب الكبار وأولئك الطلاب الذين لا يهدفون إلى الحصول على درجة علمية من الجامعة، بالإضافة إلى تقديم المعونة إلى العديد من أساتذة الجامعات المصرية. واليوم تفتخر مكتبة الجامعة بإمتلاك أكبر مجموعة من الكتب الإنجليزية في مصر، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأعمال المطبوعة والالكترونية وذلك باللغة العربية والعديد من اللغات الأخرى، بالإضافة إلى توفير إمكانية الدخول عبر شبكة الانترنت إلى أكثر من مائتين قاعدة بيانات. يعد مركز عبد اللطيف جميل لدراسات الشرق الأوسط أيضاً من المباني الرئيسية أيضا بالحرم اليوناني وقد تم بنائه في 1987، وتم الانتهاء من بنائه في 1989. وقد استوعب المبنى النمو المتزايد في عدد الطلاب والذي حدث بحلول أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، واستوعب أيضاً الطلب المتزايد على استخدام برامج الإدارة والعلوم الهندسية وغيرها من البرامج المتخصصة. أما مبنى العلوم الاجتماعية في الحرم اليوناني فقد ضم الإدارات والمكاتب الخاصة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية. أما قسم الخدمة العامة بالحرم اليوناني والذى أصبح الآن كلية التعليم المستمر فقد قام بتقديم دورات تعليمية للكبار وذلك لسنين عدة، وذلك تأكيداً لدور الجامعة في خدمة المجتمع المصري. لقد كان الحرم اليوناني بوصفه جزءً لا يتجزأ من حياة الطلاب بالجامعة شاهداً لأكثر من خمسين عاماً على الكثير من التقاليد والأنشطة والذكريات الخاصة بالجامعة، بدءً من العروض المقامة على مسرح واليس، إلى اجتماعات المجلس الأعلى للجامعة في الغرفة الزرقاء، ووصولا إلى الأنشطة الخاصة بالأندية الطلابية بما في ذلك إقامة حفلات الزواج الاجتماعي للأيتام، والبقاء حتى ساعات متأخرة من الليل في غرف الأخبار الخاصة بمجلة القافلة والأعداد الغفيرة من الطلاب التي تتواجد في مركز النسخ والطباعة، إلى المهرجانات المقامة بمناسبة اليوم العالمي، بالإضافة إلى توفير أجواء من المرح للأطفال في مركز الرعاية اليومية والاجتماعات المقامة في مكتب نموذج الأمم المتحدة الذي يقع في مبنى العلوم الاجتماعية. وقد ذكرت شادن خلف وهي من طلاب الجامعة في الفترة من 1998 إلى 2004 "أن طاقم السكرتارية واللجنة المنظمة لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة أمضوا ساعات طويلة في ذلك المكتب الصغير المخصص لنا في الحرم اليوناني أثمرت عن صداقات تستمر لفترات طويلة". لقد عُقد اجتماع في الحرم اليوناني يضم كافة أعضاء مجتمع الجامعة في مايو 2008 وذلك قبل انتقال الجامعة إلى القاهرة الجديدة. وقد كان من ضمن فعاليات الحدث العديد من العروض الفلكلورية والموسيقية، بالإضافة إلى أفلام وثائقية تعرض آراء أعضاء هيئة التدريس والطلاب والمتخرجين بشأن الجامعة والذكريات الغالية المرتبطة بمجتمع الجامعة بالإضافة إلى آرائهم حول أكثر الأماكن المفضلة لهم في الحرم الجامعي. لقد استقينا المعلومات الخاصة بالقصة من مقال "الجامعة الأمريكية بالقاهرة: 1919-1987" والذي كتبه لورانس ر. مورفي.