طلاب جامعة ديباو يزورون الجامعة الأمريكية بالقاهرة
كان القدوم إلى مصر يعتبر بمثابة الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر بالنسبة لبعض الطلاب من جامعة ديباو، فلم يكن لديهم أي فكرة عما يتوقعون عند المجئ هنا، ولكن كانت "المفاجآت السارة" هي التي جعلت الزيارة مجدية بالنسبة لهم.
تقول ميجان والاس، طالبة بالسنة الرابعة في تخصص الصحة العالمية، "لم يكن لدي الكثير من التوقعات. فهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول المجيء إلى هنا، لكنني لم أتوقع أن أشعر بمثل هذه الراحة وكأنني بوطني."
كانت والاس من بين 27 طالباً من جامعة ديباو والذين أتوا لزيارة الجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة 10 أيام للمشاركة في دورة دراسية بعنوان "قيادة التغيير: تحدي التفكير التصميمي بالقاهرة"، وكذلك حضور محاضرات حول الثقافة والتاريخ المصري. يعد هذا التعاون هو الأول من نوعه بين جامعة ديباو والجامعة الأمريكية بالقاهرة وهي المرة الأولى التي يشارك طلابها في برنامج دراسي تحت قيادة أعضاء هيئة التدريس.
يقول إدوارد كيم، طالب بالسنة الرابعة في تخصص العلوم السياسية، "لقد درست في الخارج بكليات مختلفة في أوروبا وآسيا، لكن هذا الحرم الجامعي كان أكثرهم تميزاً بالنسبة لي بكل تأكيد. كانت صور الحرم الجامعي التي شاهدتها عبر الإنترنت مذهلة، وهذا هو ما أشعر به هنا حينما أستيقظ وأذهب للخارج، لا أعتقد أنني سأحظى بفرصة القدوم إلى بلد يتمتع بثراء ثقافته وتاريخه مرة أخرى. فلم يتطلب الأمر تفكيراً ملياً من جانبي، لذا لم أتردد في التقديم للالتحاق بالبرنامج."
تطرح الدورة الدراسية مشكلة في المجتمع المصري على الطلاب وتتطلب منهم أن يتوصلوا إلى حل لها. فهي تهدف إلى دعم الابتكار والقيادة بين الطلاب وتوسيع وعيهم حول العالم من حولهم من خلال تعريفهم بالجوانب المتعددة للثقافة والتاريخ المصري.
يقول إدواردو جارسيا، طالب بالسنة الثالثة في تخصص الصحة العالمية، "كان التحدي الماثل أمامنا يتعلق بالأهداف السبعة عشر لخطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030. فقد كان علينا إيجاد الحلول وتحديد المبادرات التي يمكن تطبيقها في مصر والتي يمكن أن نعود بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتطبيقها في مجتمعنا."
تقول والاس "لقد استمتعت حقاً بهذه الفكرة الجديدة المتمثلة في التعلم التجريبي، والتعلم داخل الفصل الدراسي ثم تطبيق ذلك بالفعل."
تقع جامعة ديباو في مدينة جرينكاسل بولاية إنديانا، وهي جامعة خاصة صغيرة تقدم تعليم الدراسات التأسيسية القائم على التحليل النقدي ويبلغ عدد طلابها 1,972 طالباً. تعتبر المؤسسة من أفضل الجامعات الأمريكية التي تقدم تعليم الدراسات التأسيسية، إذ تحتل المرتبة الأولى في ولاية إنديانا، ويحقق ما يقرب من نسبة 100% من الخريجين نجاحاً على المستوى المهني.
يقول كيم "من أكثر الأمور التي تميز الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالنسبة لي هو مدى تشابه الدراسة بها مع الدراسة في جامعتي. فقاعات الدراسة صغيرة الحجم، وكنت أشعر وكأنني بوطني، وكان الأساتذة رائعين. لقد قدموا لنا الكثير من المعرفة والمعلومات الجديدة التي لم أفكر فيها بهذا الشكل من قبل."
تضيف جيزيل فيليجاس، طالبة بالسنة الرابعة في تخصص علوم الكمبيوتر واللغة الإسبانية، أن هذه الدورة الدراسية والتجربة بأكملها قد أعادا صياغة أية معلومات مسبقة ومفاهيم خاطئة عن مصر والناتجة عن تحريف وسائل الإعلام لها.
تقول فيليجاس "لقد استمتعت حقاً بالمعلومات التي قدمها لنا الأساتذة وكذلك تقبلهم واستيعابهم لتساؤلاتنا حتى ولو كانت تلك التساؤلات مرتبطة بالمفاهيم المسبقة التي كانت لدينا بسبب الخلفية التي نأتي منها."
يوضح جارسيا أن محاضرة جون سوانسون عن الإسلام ساعدت في تقديم فهم واضح للدين وكيف يرتبط بالمسيحية.
وتقول والاس "كانت واحدة من أفضل المحاضرات التي استمعت لها منذ وقت طويل، وكان حجم المشاركة والمعلومات التي قدمها لنا هائلة. فقد كانت كل محاضرة على حدة رائعة ومثيرة للاهتمام حقاً."
وبصرف النظر عن أوجه التشابه، أشار جميع الطلاب إلى أن الجزء المفضل لديهم عن مصر هو السمة الوحيدة التي تجعلها مختلفة وتميزها عن بقية العالم ألا وهو شعبها.
تقول فيليجاس "أرى أن فكرة الجماعة تعد من المظاهر الفريدة في مدينة القاهرة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فالمظهر السائد هو مفهوم الفردية، وهو ما وجدته مختلفاً للغاية هنا، سواءً كان ذلك في الأسواق أو حتى هنا في الجامعة. لقد مررنا بمواقف كثيرة ساعدنا فيها أناس ولم يتركوننا إلا بعد الاطمئنان علينا."
ويتفق جارسيا في الرأي مع فيليجاس قائلاً "أنا حقاً أحب الناس هنا. إنهم لطيفون وطيبون للغاية ومستعدون دائماً لتقديم المساعدة في أي مشكلات قد تواجهها. كان لقاء أشخاص جدد والتفاعل مع الطلاب أمراً رائعاً، إنهم رائعون بحق."
ويقول كيم "كان التعرف على الناس هو أكثر أمر أعجبني خلال زيارتي، سواءً كان ذلك أثناء التجول في الشوارع وزيارة المساجد والمعبد اليهودي والقلعة، فمجرد تواجد الناس حولنا كان ذلك هو الجزء الأفضل في الزيارة. لقد شعر الجميع بالترحيب، ولم يساورني أي شعور بالقلق أو الخطر، بل شعرت بالأمان منذ وصولي هنا."
وبينما يتفقون جميعاً على أن زيارتهم لمصر قد غيرت حياتهم، إلا أنهم يعتقدون أن الأفكار التي سيعودون بها إلى وطنهم الولايات المتحدة الأمريكية هي التي سيكون لها التأثير الأكبر.
يقول جارسيا مازحاً "أنا أود أن أخذ كل شيء معي عند عودتي"، حيث أشار إلى حبه للملوخية وركوب الجمال في الأهرامات. لكن على صعيد أكثر جدية، يوضح جارسيا إعجابه "بوعي البلاد فيما يتعلق بالاستدامة، وخاصة عمليات إعادة التدوير"، مشيراً إلى قلة الجهود الموجهة لهذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما بالنسبة للآخرين، فهم مستعدون لإعادة تشكيل حياتهم وقراراتهم.
تقول والاس "لقد تعلمت الكثير عن كيف يمكن أن يصبح المرء قائداً أفضل وهو ما يتأتي من التواصل مع الناس والتحدث إليهم والتعرف عليهم. وهذه هي الطريقة التي يمكن أن تحدث تغيير بها، وأرغب في تطبيق ذلك في حياتي."
أما بالنسبة لفيليجاس، فأكثر ما تأثرت به هو شعور الجماعة الذي وجدته داخل الحرم الجامعي وفي المدينة.