الجامعة تناقش أحدث إصدارات دار نشر الجامعة: كتاب "تاريخ التصميم الجرافيكي العربي"
عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أول أمس لقاءً للصحفيين والإعلاميين لمناقشة كتاب "تاريخ التصميم الجرافيكي العربي"، والذي أصدرته مؤخرًا دار نشر الجامعة وقام بتأليفه بهية شهاب، أستاذ التصميم ومؤسس برنامج التصميم الجرافيكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهيثم نوار، رئيس قسم الفنون بالجامعة. حضر اللقاء أيضًا مايكل داكوورث رئيس دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة والذي تحدث عن أهم مشروعات وخطط دار نشر الجامعة لعام 2021.
يتناول الكتاب، المرشح لجائزة Prose Awards لعام 2021، تاريخ التصميم الجرافيكي العربي وتطور التصميم في المنطقة، مما قبل عام 1900 إلى القرن العشرين، بدءً من الفن الإسلامي والخط العربي وتأثيرهما على الثقافة البصرية العربية، وصولًا إلى الثورة الرقمية وظهور الإنترنت.
وشارك المؤلفان في اللقاء الأسباب التي دفعتهما للبحث المكثف في تاريخ التصميم العربي طوال الأربع سنوات التي سبقت إصدار الكتاب. قالت شهاب، والتي نشأت في بيروت ودرست بها بعد الحرب اللبنانية: "أدركت أن هناك نقصًا في المعلومات حول تاريخ التصميم الجرافيكي العربي. ووجدت أن معظم تاريخ التصميم الجرافيكي الذي درسناه غربي، لذلك كان من المهم بالنسبة لي توثيق تاريخنا". أما نوار فقد كان قلقًا دائمًا من أن "تاريخ التصميم الجرافيكي العربي سيندثر ويقع في طي النسيان. إذا لم يكن جيلنا مهتمًا، فهناك احتمالية كبيرة لفقدان مثل هذه المادة المهمة. لذلك، بصرف النظر عن مسؤوليتي الأكاديمية، كانت لدي دوافع شخصية للحفاظ على تاريخنا البصري حتى يكون متاحًا للأجيال القادمة أيضًا."
ويركز الكتاب على أعمال أكثر من 80 مصمم عربي متميز من المغرب إلى العراق ويضم الكتاب أكثر من 600 صورة ملونة. قال نوار: "قبل "التصميم الجرافيكي"، كان هناك دومًا المصممون، حيث سلطنا الضوء على دور المصممين في المنطقة قبل ولادة مصطلح التصميم الجرافيكي، بما في ذلك الطباعين، والخطاطين. وقمنا بتصنيف المصممين الرئيسيين إلى أربعة أجيال بدءً من الثلاثينيات فصاعدًا، بالإضافة إلى جيل آخر نرى أنه الملهم للتصميم الجرافيكي العربي، ويضم العديد من المصممين الذين هم الآن في الخمسينيات من العمر."
يتضمن الكتاب أيضًا مجموعة واسعة من استخدامات التصميم الجرافيكي، بما في ذلك الكتب، والمجلات، والصحف، والملصقات، والإعلانات، والطوابع واللافتات، والتي أثرت وألهمت المصممين العرب. ينظر المؤلفان أيضًا إلى تأثير السينما، والازدهار الاقتصادي، والأحداث السياسية والثقافية التي ساهمت في تشكيل فكر وأعمال مؤسسي التصميم الجرافيكي العربي.
في خلال بحثهما، زار شهاب ونوار أرشيف دول عربية مختلفة وتواصلا مع العديد من المصممين العرب المهاجرين إلى أوروبا والولايات المتحدة. وعلى الرغم من نجاحهما في ضم أعمال العديد من المصممين الرئيسيين، لكن واجهاتهما تحديات من نوع مختلف. قالت شهاب: "في بعض الأحيان، تشكك بعض المصممين في مشاركة أعمالهم، والبعض الآخر، للأسف، لم يحافظوا على أعمالهم، بينما عانى البعض من فقدان أعمالهم الفنية أو تدمير مرسمهم في مناطق الحروب مثل سوريا على سبيل المثال."
كما أوضح نوار، "كان من الصعب للأسف زيارة بعض الدول مثل اليمن، وسوريا والسودان. وبمساعدة الباحثين الذين يعيشون في هذه البلدان ومن خلال التواصل الإلكتروني، تواصلنا مع العديد من الفنانين. ولكن كان يمكننا الوصول إلى نتائج أفضل إذا استطعنا زيارة هذه البلدان."
ويرى المؤلفان أن هذا الكتاب ليس إلا البداية، حيث تأمل شهاب أن يلهم الكتاب الآخرين، "الكتاب هو نقطة انطلاق للباحثين في هذا المجال في مصر وخارجها لاستكشاف المزيد من جوانب التصميم الجرافيكي العربي. نحن بحاجة إلى جيش من الباحثين لتغطية هذا التاريخ الغني." أما نوار، فهو متفائل بجهود الجيل الحالي في التوثيق، حيث قال: "أرى أن الكثير من الباحثين مهتمون الآن بالتوثيق الإلكتروني للتصميم العربي. كما نأمل أيضًا أن تزودنا عائلات الفنانين الراحلين بأعمالهم حيث نتطلع لإضافة المزيد إلى الكتاب."
عن كتاب تاريخ التصميم الجرافيكي العربي، قال داكوورث: "الكتاب رائع وغني بصريًا، وسيكون نقطة جذب ومنارة للمؤلفين الآخرين ومنصة لمزيد من البحث." ويرى داكوورث أن هذا الكتاب سيصبح واحدا من أهم الكتب التي نشرتها دار نشر الجامعة الأمريكية في تاريخها الممتد على مدار 60 عامًا، "لأنه يؤكد بطرق عديدة أن القاهرة ليست المركز الفكري والثقافي للشرق الأوسط فحسب، بل أيضًا أن دار نشر الجامعة والمثقفين بالجامعة في القاهرة يمكنهم نقل التاريخ الكبير للإنجازات الثقافية العربية في العديد من المجالات إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم."
بينما تحتفل دار النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالذكرى الستين لتأسيسها، تحدث داكوورث عن أهم العلامات البارزة في العقود الماضية لتاريخ دار النشر، بما في ذلك ترجمة روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ وانطلاق جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1996 والمستمرة حتى الآن، والتي تمنح لأفضل رواية معاصرة تُنشر باللغة العربية. وأضاف: "سنعلن عن المرشحين للجائزة يوم 8 فبراير المقبل ونأمل أن نعقد حفل الإعلان عن الجائزة في منتصف شهر مارس."
وأضاف داكوورث أيضًا أن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة لديها الآن خمس مكتبات تخدم المصريين والسائحين، وقد توسعت مؤخرًا إلى مدينة شرم الشيخ ومن المحتمل أن تتوسع إلى مدن مصرية أخرى. وقال داكوورث، "إن دار نشر الجامعة تقوم بتوفير كتبها إلكترونيًا عبر عدة وسائط منذ سنوات، وقريبا سيتم تحديث الموقع لتوفير إمكانية شراء الكتب عبر الإنترنت وتوصيلها للقراء."