إطلاق سلسلة حوارات "لازم نتكلم" بفعالية "كيف نعمل معاً للقضاء على التحرش؟"
أطلقت الجامعة الأمريكية بالقاهرة الخميس الماضي أولى جلسات سلسلة حوارات "لازم نتكلم" لزيادة الوعي عن التحرش كقضية اجتماعية هامة ولدعم الجهود الوطنية والدولية المتعلقة بهذه القضية خاصة في الجامعة وذلك بقاعة إيوارت التذكارية بحرم الجامعة بالتحرير. تحدث في الفاعلية الأولى لسلسلة الحوارات تحت عنوان: "كيف نعمل معاً للقضاء على التحرش؟"- أعضاء المجلس الاستشاري للسلسلة وهم: مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة وخريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995، وهشام الخازندار، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة القابضة وعضو مجلس أوصياء الجامعة الأمريكية بالقاهرة وخريج الجامعة عام 1996، ونادين أشرف، طالبة بالجامعة ومؤسسة صفحة شرطة التحرش assault police، وكريستين عرب ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، وهدى الصدة، أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة القاهرة، وعمر سمره، مغامر ورائد أعمال وخريج الجامعة عام 2000، ورباب المهدي، أستاذ مشارك ورئيس قسم العلوم السياسية وخريجة الجامعة عامي 1996و1998. أدارت الحوار فرح شاش، أخصائية علم النفس المجتمعي و المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة The Community Hub وخريجة الجامعة لعامي 2009 و2012.
في كلمته الترحيبية بالحضور، قال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة فرانسيس ريتشياردوني إن دور الجامعة الأمريكية بالقاهرة كجامعة رائدة في مصر يحتم عليها نشر الوعي ومناقشة الموضوعات الهامة التي تواجه المجتمع. وأشارأن كجزء من مبادرة "لازم نتكلم" التي أطلقتها الجامعة هذا الصيف، قامت الجامعة بتشديد إجراءاتها لمواجهة التحرش والآن تساهم في إشراك المجتمع على المستوى الوطني في هذا النقاش من خلال سلسلة الحوارات.
وأكد ريتشياردوني أن الجامعة تتبع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع التحرش الجنسي، ولديها "سياسة مكافحة التحرش وعدم التمييز" كما أنها تستخدم نظاماً للإبلاغ عبر الإنترنت لأي شخص تعرض للتحرش أو التمييز. كما تضمنت الإجراءات التي قامت بها الجامعة لمكافحة التحرش الجنسي إنشاء مكتب التكافؤ المؤسسي ليتيح تقديم التقارير مباشرة إلى مكتب رئيس الجامعة وتلقي الشكاوى من جميع أعضاء مجتمع الجامعة، وتلقى كل فرد من أفراد المجتمع تدريباً عبر الإنترنت يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالتحرش.
كما أكدت مايا مرسي في كلمتها ضرورة الاستمرار في مواجهة ظاهرة التحرش الجنسي، والاستمرار في نشر الوعي بسبل مواجهته، وتشجيع السيدات والفتيات على الإبلاغ، مؤكدة ان الدستور والقانون المصري يحمى حقوق المرأة. كما قالت أيضاً "نعمل بكل جهد للتوعية في المدارس، والجامعات، والحضانات، بالتعاون مع المجتمع المدني." كما أشارت مرسي إلى وجود 22 وحدة لمكافحة العنف ضد المرأة في الجامعات، وقدمت الشكر إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة لوجود وحدة مماثلة بها، وقالت "نحن على استعداد كامل لخلق بيئة من التعاون بين كل الجامعات المصرية."
وقالت هدى الصدة، وهي من مؤسسي وحدة مناهضة التحرش في جامعة القاهرة عام 2014 أن من أهم أسباب نجاح هذه الوحدة هو إنشائها بشكل عضوي من أكاديميات بالجامعة مع مشاركة جمعيات من المجتمع المدني وطلاب وطالبات، مما جعلها وحدة يحتذى بها في الجامعات المصرية. وعن أهمية سلسلة الحوارات، قالت الصدة "إن سلسلة الحوارات هي فرصة لتعريف مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمجتمع المصري بمختلف القضايا والتحديات المرتبطة بالتحرش الجنسي، ومنها حجم المشكلة والقيود الاجتماعية، والثقافية وكذلك القانونية التي تمنع النساء من الإبلاغ عن حوادث التحرش في مكان العمل أو في الأماكن العامة، ووصمة العار التي تحيط بالتحرش الجنسي وكيفية مواجهتها، ومشاركة ومقارنة التجارب والسياسات المؤسسية بشأن التعامل مع التحرش الجنسي".
وعن دورها في مواجهة التحرش، تحدثت نادين أشرف عن تأسيسها لصفحة شرطة التحرش assault police الصيف الماضي والتي كانت عاملاً أساسياً في تسليط الضوء على قضايا التحرش وفي إعادة إحياء حملة #MeToo في الشهور الماضية في مصر. قالت أشرف أنها وجدت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة ومناسبة للتعامل مع هذه القضية. "لاحظت مع أول قصة شاركتها، أن الفتيات أدركن أنهن يتشاركن نفس التجربة مع أخريات وآنهن لسن المشكلة بل المشكلة الحقيقية تكمن في المتحرش والمجتمع." لم تتخيل أشرف أنه سيكون هناك تحرك من الأخرين واستجابة من المجلس القومي للمرأة والشرطة، وعقاب للمتحرشين وهو الأمر الذي فاجئها وأسعدها.
وأكدت رباب المهدي ضرورة التكامل بين الدولة والمجتمع المدني في مواجهة قضية مجتمعية مثل التحرش وأشارت أن هناك مبادرات هامة منذ 2005، والتراكم في تلك المبادرات يعد عاملاً هاماً في مواجهة تلك القضية. وشددت المهدي على أهمية هذا التكامل وذلك دون تجريم الضحية على المستوى المجتمعي أو على مستوى المؤسسات.
ويرى عمر سمره "إننا في مرحلة مهمة تتطلب منا أن نكون كلنا جزء من هذه المبادرة وأن نكون مسئولين فالسكوت شبه جريمة في رأيي الشخصي. وإن ازدهار أي دولة يكمن في طريقة تعاملها مع قضايا المرأة، ويجب أن نتكاتف جميعا لضمان عدم التسامح نهائيا مع التحرش."
وأوضح هشام الخازندار أنه يجب أن ننظر للجانب التنموي أثناء مواجهتنا لقضية مثل التحرش والعنف ضد المرأة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تتقدم أي دولة بدون تمكين نصف المجتمع، وأن الجامعات ومنها الجامعة الأمريكية بالقاهرة لديها دور توعوي هام في خلق المناخ المناسب لتأسيس القواعد ولردع المعتدين، مشددا أيضاً على دور القطاع الخاص في أن يكون قدوة حسنة للمؤسسات في المجتمع.
وأكدت كريستين عرب إن قوانين مكافحة التحرش الجنسي جيدة ومهمة، لكن في الواقع من المهم أيضا تغيير السلوك، وتنفيذ القانون، قائلة "وعندما تقوم المؤسسات ومنها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتطبيق القانون بصرامة وحيادية مع تنفيذ عقوبات وعندما تتحقق العدالة، وقتها نرى هذا التغيير السلوكي."
تضم سلسلة حوارات "لازم نتكلم" 7 فعاليات شهرية حتى يونيو القادم، وتتناول عدة موضوعات هامة تشمل تأثير التنشئة منذ الصغر على إختلاف نظرة المجتمع للذكور والإناث، تناول وسائل الإعلام والسينما للتحرش، تحقيق الأمان للمرأة في الأماكن العامة، الخصوصية في عالم الانترنت، مواجهة التحرش بكفاءة في الجامعات، تحقيق الأمان والشمولية والتنوع في أماكن العمل والإطار القانوني والتشريعات لمواجهة العنف ضد المرأة.