التزام تجاه المجتمع: مبادرة الجامعة للبحث والابتكار المتعلقة بالوباء وما بعده
حينما سُئل علاء الدين إدريس، الرئيس الأكاديمي المشارك للبحث والابتكار والإبداع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن الغرض من مبادرة الجامعة للبحث والابتكار المتعلقة بوباء فيروس كورونا المستجد وما بعده قال "لدينا دور لابد وأن نقوم به ولدينا التزام تجاه المجتمع." وقد تم المطالبة بتقديم مقترحات بحثية من جميع أنحاء الجامعة بهدف معالجة بعض المشكلات الحالية والمقبلة الناجمة عن هذا الوباء العالمي.
من بين 26 مقترحاً، تم اختيار 10 مقترحات للحصول على دعم مالي، وتشمل المشروعات المختارة عدداً من التخصصات، مثل الفيزياء والأحياء، وعلم النفس وعلم الاجتماع، والتعليم وإدارة الأعمال، وغيرها.
يقول إدريس "أثناء عملية الاختيار، كان يتوجب علينا الانتباه إلى بعض المعايير مثل أهلية المقترح، وتقييم التأثير المحتمل، وجودة خطة العمل، ومدى واقعية فكرة البحث، وفعالية تقديرات الميزانية، ومجموعة المهارات لدى الفريق المقدم لمقترح البحث".
ومع ذلك، فإن العامل الأكثر أهمية، والذي يكمن في صميم هذه المبادرة، هو التأثير المحتمل للمشروع على المجتمعين المحلي والعالمي. يوضح إدريس أنه في حين أن الجامعة ليس لديها كلية طب أو صيدلة، إلا أنها تقدم مجموعة من البرامج متعددة التخصصات مثل الصحة العالمية، والسياسة العامة والاقتصاد، وهي التخصصات التي يمكن أن توفر حلول مستدامة قصيرة وطويلة الأجل للأزمة.
يقول إدريس "يمكننا تحويل المعرفة المتاحة لدينا إلى قيمة مجتمعية".
يوضح إدريس أن هذه المبادرة ستعمل على تحقيق هدفين: أولاً، تهدف إلى إيجاد طرق أفضل لإحداث تأثير أثناء هذه الأزمة وفي الوقت الحالي، مثل التوصل إلى طرق أفضل لمواجهة الوضع والتعامل معه. وثانياً، فهم تداعيات ما يحدث الآن والاستعداد لها من أجل مواجهتها بشكل أفضل والتخفيف من آثارها عندما تحدث.
ويقول إدريس، مشيراً إلى بعض المقترحات البحثية التي تمت الموافقة عليها، "لدينا عدد من المبادرات البحثية قيد التنفيذ من أجل التعامل مع الوضع الحالي، مثل العمل على ابتكار مطهرات تساعد في سرعة التطهير في أماكن مختلفة. كما لدينا أيضاً مشروع لابتكار أقنعة للوجه ذات خصائص معينة لتحقيق حماية أعلى."
أما فيما يتعلق بالمشروعات التي تركز على المجتمع في مرحلة ما بعد الوباء، يسلط إدريس الضوء على تلك التي تتمحور حول مستقبل التعليم، والآثار النفسية للحجر الصحي، والديناميكيات المتغيرة في مكان العمل.
يقول إدريس "تركز إحدى المشروعات على تحديد طرق توصيل المعرفة ويركز مشروع آخر على تقييم اكتساب المعرفة. ففي علم النفس، نحن نحاول أن نفهم ظاهرة العزلة وكيف ستؤثر على الناس، وهناك مشروع بحثي آخر يركز على كيف يؤثر العمل عن بُعد على كل من مكان العمل وعلى خيارات الشركات في المستقبل."
ومن المقرر إتمام المشروعات التي تركز على التعامل مع الوضع الحالي في غضون ستة أشهر، في حين أن تنفيذ المشروعات التي تعالج قضايا ما بعد الوباء قد يصل إلى عام واحد لإتمامها.
أما فيما يتعلق بنتائج هذه المشروعات، يوضح إدريس أن هناك عدد من الاحتمالات، قائلاً "يمكن أن تكون النتيجة منتَجاً مثل الأقنعة، ويمكن أن تكون ورقة سياسة عامة يتم مشاركتها مع الحكومة، وقد تكون منشوراً في مجلة دولية لإثراء المجمع الأكاديمي للمعرفة والنقاش العلمي ".
ولكن قبل كل شيء، يؤكد إدريس أن أهم النتائج التي تمخضت عنها هذه المشروعات، هي تلك التي ستؤثر على حياة الناس، وتضع أسس أو تكتشف حلول مستدامة، وتسهم في الكفاح العالمي ضد فيروس كورونا المستجد من خلال الأبحاث والعلم والمعرفة والابتكار والتي يمكن أن تقدمها الجامعة.
يقول إدريس "نحن نحقق مهمتنا من خلال التدريس والبحث وخدمة المجتمع. إن المشروعات العشرة هي في الأساس إحدى الوسائل التي تحقق بها الجامعة مهمتها كمؤسسة للتعليم العالي في وقت الأزمات."