يوم “الثلاثاء الكبير”: ما أهمية الانتخابات التمهيدية للرئيس الأمريكي القادم؟
في الأول من مارس، وهو "يوم الثلاثاء الكبير"، صوت الأمريكيون في 12 ولاية في الانتخابات التمهيدية ومؤتمراتها الحزبية فيما يعد يوم حاسم في عملية ترشيح الرئيس الأمريكي القادم. تحلل ماجدة شاهين، أستاذ الممارسة ومدير مركز الوليد للدراسات والبحوث الأمريكية بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة نتائج يوم الثلاثاء الكبير.
1) ما هو "يوم الثلاثاء الكبير"، ولماذا يحظى بمثل هذه الأهمية في الانتخابات التمهيدية بالولايات المتحدة الأمريكية؟
يعد "يوم الثلاثاء الكبير" هو اليوم الذي تقام الانتخابات فيه على المستوى القومي، حيث يقوم ملايين الأمريكيين في 12 ولاية بالتصويت لاختيار مرشحهم في اليوم نفسه، والذي عادة ما يكون "يوم الثلاثاء الكبير." يأتي هذا اليوم بعد إقامة الانتخابات التمهيدية في أربع ولايات (وهما أيوا، ونيو هامبشاير، ونيفادا، وساوث كارولينا)، ويكون لكل ولاية يوم منفصل لإجراء عملية التصويت.
يعتبر "يوم الثلاثاء الكبير" يوم هام للغاية للمرشحين الرئاسيين لأنهما يتنافسان للحصول على أكبر عدد من أصوات المندوبين عن الولايات وعدة مناطق أمريكية، حيث يساهم ذلك في تقدمهم في الانتخابات التمهيدية. وقد بلغ عددهم حوالي 1007 مندوب من الحزب الديمقراطي و632 مندوب من الحزب الجمهوري. وترجع أهمية هذا اليوم في كشفه عن المرشحين الذين لن يستمروا في المنافسة، وحصر الاختيار بين المرشحين الفائزين لتمثيل الحزبين في السباق إلى البيت الأبيض.
فازت هيلاري كلينتون في أكثر من ثماني ولايات في الانتخابات التمهيدية حتى الآن، وقد حصدت 1055 صوتاً من أصوات مندوبي الولايات، بينما حصل بيرني ساندرز على 488 صوت. فلا يزال الطريق طويلاً أمام الاثنين للحصول على الـ2383 صوت اللازم للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له خلال المؤتمر العام للحزب في يوليو 2016.
وعلى نحو مماثل، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فاز دونالد ترامب بحوالي 315 صوت، بينما حصل تيد كروز ومارك روبيو على 205 و106 صوت على التوالي. ولا يزال هناك فارقاً كبيراً بين عدد الأصوات التي حصل الثلاثة عليها وبين عدد الـ1237 صوت الذي يحتاجه المرشح الجمهوري للفوز بترشيح الحزب له أيضاً خلال المؤتمر العام للحزب في يوليو 2016.
2) وضعت النتائج التي حصلت عليها كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في "يوم الثلاثاء الكبير" في مقدمة الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري على التوالي. ماذا يخبرنا ذلك عن المناخ السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية؟
فازت كلينتون بأصوات الولايات الجنوبية حيث تتواجد أغلبية ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية. أما فيما يتعلق بساندرز، فلم يكن أدائه ضعيفاً، وهو يأمل أن يتمكن من اللحاق بالنتائج التي تحققت حتى الآن من خلال فوزه بأصوات الولايات الصناعية بوسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية. كانت كلينتون تأمل أن يتم حسم نتيجة الانتخابات التمهيدية بانتهاء فعاليات "يوم الثلاثاء الكبير"، لكن لا يبدو الأمر كذلك.
ويشير فوز ترامب إلى أن المناخ أو المزاج السائد في الولايات المتحدة الأمريكية هو عكس الحزب الجمهوري وكل ما يمثله، مثل السياسيين بواشنطن العاصمة، فليس لترامب تاريخ سياسي مثلهم. يوجد عاملاً مشتركاً بين ترامب وساندرز، وفي الوقت نفسه، فإن هذه هي الإشكالية أو صلب النقد الموجه لترامب بأنه ليس محافظاً على الإطلاق ولا ينتمي إلى الحزب الجمهوري. ولكن، في المقابل، نجد أن ترامب يزعم بأنه المرشح الوحيد الذي سيتمكن من اجتذاب عدد أعلى من الأصوات لصالح الحزب الجمهوري. كما يزعم ترامب أن في استطاعته اجتذاب بعض من الأصوات الشابة الداعمة لساندرز، وأنه سيتمكن، وليس كلينتون، من الحصول على أصواتهم في الانتخابات العامة.
3) هل تعطينا نتيجة "يوم الثلاثاء الكبير" لمحة عمن سيكونان المرشحين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أم هل سيكون هناك المزيد من المفاجآت؟
يود الكثيرون تصديق أن النتيجة محتومة بأن المرشحين الرئاسيين سيكونان كلينتون وترامب، ولكن لا يزال الوقت باكراً للغاية لمعرفة ذلك. بالنسبة إلى كلينتون، سيكون علينا الانتظار لمعرفة نتيجة التحقيق الذي يقوم به مكتب التحقيق الفيدرالي في قضية استخدامها لبريدها الخاص، أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية، في سياق عملها وفي مدى أمن تلك الرسائل. يعتقد الجمهوريون أنه في حالة توجيه اتهامات إليها في هذه القضية، سيكون عليها الخروج من السباق إلى البيت الأبيض.
أما فيما يتعلق بالجمهوريين، يعتقد منافسو ترامب أنه سيكون لديهم فرصة أفضل بعد يوم 15 مارس، حينما تتاح الفرصة لتطبيق طريقة الفائز يحصل على كل شيء، أي أن الذي يحصل على أصوات أكثر في ولاية ما، يحصل على جميع أصواتها، ويمكن أـن يرتفع عدد المندوبين المصوتين لصالحهم قبل عقد المؤتمر العام للحزب. وبالتالي، بالنسبة إلى المرشحين الجمهوريين الآخرين، فمن المؤكد أن السباق لم تُحسم نتيجته بعد.
4) إذا ما أصبحت كلينتون أو ترامب الرئيس الأمريكي القادم، ما هي تداعيات ذلك على مصر ومنطقة الشرق الأوسط؟
لم تتم مناقشة أو التطرق إلى قضايا السياسة الخارجية في الانتخابات التمهيدية بعد. فإن هذا يعتمد كلية على ما إذا كانت كلينتون أو ترامب من مؤيدي التدخل في شئون الدول الأخرى، وعليه، قد يسعون للقضاء على داعش، أو قد يبقون بعيداً. وحتى الآن، لا تعد السياسة الخارجية الأمريكية من أولويات الحملات الانتخابية الحالية، بالرغم من أهميتها للجمهوريين فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
أياً كان الأمر، فقد تعلمت مصر من خلال التعامل مع مختلف الإدارات الأمريكية على مدى أعوام طويلة، أنه ليس لدينا أية سلطة للاختيار. سيكون علينا تتبع الإشارات التي تُطلق أثناء الحملات الانتخابية، وفيما بعد، نحاول استخدام ذلك في صالحنا وصالح المنطقة العربية ككل. سيكون علينا تعلم كيفية التعامل عن كثب مع أية إدارة أمريكية، أياً كان شخص المرشح الذي سيصل إلى البيت الأبيض.