استخدام المجموعات العربية على الإنترنت يقفز بنحو 700٪ خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد
أعدت جامعة نيويورك في أبو ظبي تقريراً يُفيد بأن استخدام المجموعات العربية على الإنترنت قد زاد بنحو 700٪، حيث ارتفع عدد المستخدمين شهرياً من 50,000 إلى 350,000 في مارس 2020 وذلك مع بدء انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19.
منذ عامين، انضمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى بعض من أفضل الجامعات حول العالم وذلك لإطلاق المجموعات العربية على الإنترنت، وهو أرشيف رقمي لمواد وكتب مؤلفة باللغة العربية. يضم الأرشيف عبر الإنترنت مكتبة رقمية تحتوي على ما يقرب من 15,000 مؤلف عربي من أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين. وتشمل المكتبة أعمالاً ومؤلفات في مجالات مختلفة تتراوح من العلوم والتاريخ وإدارة الأعمال إلى الدين والأدب والشعر.
يقول مارك مولهاوسلر، مدير مركز التميز لمنطقة الشرق الأوسط والثقافات العربية بمكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، "إنني سعيد للغاية لرؤية هذه الزيادة الهائلة في الاستخدام، حيث إنها تعكس وجود طلب حقيقي ومتزايد على المحتوى باللغة العربية."
ويشير مولهاوسلر إلى أن هذه القفزة ترجع على الأرجح إلى تزايد عدد الباحثين الذين يقرأون الكتب العلمية عبر الإنترنت لأغراض بحثية، وبرغم توافر الكثير من قواعد البيانات التي تحتوي على نصوص كاملة باللغة العربية الفصحى، إلا أن المجموعات العربية على الإنترنت هي المصدر الوحيد الذي يمكن أن يحل محل الإصدارات الأصلية من الكتب والتي يمكن الاقتباس منها."
وبالنظر إلى تأثير المجموعات العربية على الإنترنت، يؤكد مولهاوسلر على زيادة الوصول إلى الكتب العربية التي لا يتم توزيعها أو إتاحتها على نطاق واسع.
يقول مولهاوسلر "تمكننا من إرشاد أحد أعضاء هيئة التدريس إلى نسخ من روايات متاحة على المجموعات العربية على الإنترنت وهي روايات لم تكن متوافرة لدينا وكانت قد نفدت النسخ المطبوعة منها منذ فترة طويلة، إلا أنه تمكن من الحصول على المحتوى من خلال المجموعات العربية على الإنترنت."
مستشهداً بالأثر الذي أحدثته المجموعات العربية على الإنترنت وبعض المشروعات الرقمية الأخرى كأثرها على الثقافة والمعرفة، يذكر مولهاوسلر أنه يسهل الوصول إلى الكتب باللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية منذ فترة طويلة، في حين أن الوصول إلى المحتوى العربي كان يعتمد على قواعد بيانات غير قانونية ومحتوى ضعيف.
يقول مولهاوسلر "ولكن هذا الوضع يتغير ببطء الآن، حيث أصبحت الكتب الإلكترونية العربية متاحة على العديد من المنصات. إن المجموعات العربية على الإنترنت تسهم في إحداث هذا التغيير، وذلك عبر إتاحة الوصول إلى الكتب إلكترونياً وكذلك تغيير المفاهيم بأنه يمكن الوصول إلى الكتب العربية عبر الإنترنت بشكل آمن دون الخوف من انتهاك حقوق النشر أو البرامج الضارة أو الرقابة."
ويوضح مولهاوسلر أنه فيما يتعلق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فإنه من المهم أن تكون الجامعة جزءً من هذه اللحظة الهامة لأنها تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على التراث الثقافي في مصر.
ويقول مولهاوسلر "نحن على دراية تامة بمسئوليتنا نحو إتاحة الوصول إلى مجموعاتنا التراثية للباحثين والجمهور. وتساعدنا المجموعات العربية عبر الإنترنت في تحقيق هذه المهمة".
فإن كوننا جزءً من هذا المشروع لم يساعد مجتمع المعرفة العالمي فحسب، بل أدى أيضاً إلى إجراء تحسينات وتدريبات عملية لفريق التحول الرقمي هنا في القاهرة.
ويضيف موهلهاسلر "لم يكتسب الفريق مهارات جديدة فحسب، ولكننا أعادنا التفكير أيضاً في ممارسات النحول الرقمي ذاتها. فقد حظينا بتجربة عمل رائعة من خلال التعاون مع شبكة عالمية من الزملاء في نيويورك وأماكن أخرى، ونأمل أن نكون أطرافاً في أية مشروعات مستقبلية تنبثق عن هذا المشروع."