تكريم دولي لبحوث أجراها طلاب الجامعة عن هندسة الاستدامة
تقول نور الديب، حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الإنشائية 2014: "شهد الاحتفال النهائي تكريم كثير من الطلاب، إلا أن المجموعة المصرية التي تضم طلاباً ينتمون إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة كانت هي المجموعة الوحيدة التي تم تكريمها ضمن مجموعات دولية أخرى. وقد انتابنا شعور غامر بالسعادة والفرح، وذلك بث في نفسي حماسة شديدة لتكملة مشوار البحث بشأن ابتكار طرق جديدة لمساعدة البشر على العيش في بيئة ملونة بمزيد من اللون الأخضر."
قدم طلاب الماجستير بحثاً يضم عدداً من الموضوعات المختلفة منها على سبيل المثال موضوع يخص معالجة الطين بالبكتيريا واستخدام نوع من الأسمنت يحوي نفايات إلكترونية، بينما قام أحد طلاب الماجستير بتقديم بحث عن استخدام عدد من االحلول الحسابية الجينية لاكتشاف طرق تمكن العالم من الاستغلال الأمثل للمهارات العديدة التي يتمتع بها العديد من أفراد القوى العاملة.
يوضح محمد نجيب أبو زيد، رئيس قسم الهندسة الإنشائية والمعمارية والذي عمل كمشرف على الأبحاث التي قدمها الطلاب وشارك في المؤتمر الخاص بالجمعية الكندية للمهندسين المدنيين لأكثر من 13 عاماً، أن هذا العام هو العام الأول الذي يشهد دعوة كثير من طلاب الجامعة للمشاركة بأعمالهم ضمن فاعليات المؤتمر، وكانت مجموعة طلاب الجامعة هي المجموعة المصرية الوحيدة التي تم دعوتها للمشاركة في المؤتمر وكانت هي أيضاً المجموعة الوحيدة التي دعاها رئيس المنظمة للصعود إلى المسرح ليتم تكريمهم بشكل خاص نظراً "لمشاركتهم القوية" في فاعليات المؤتمر. ويذكر أبو زيد: "أنا أشعر بالسعادة والفخر للتفوق والحرفية التي ظهر بها طلابنا في المؤتمر ولكم المناقشات المثمرة التي خاضوها. فهم بحق سفراء مصر والجامعة في الخارج."
يرى نجيب أن الطلاب عالجوا بعض الموضوعات التي ربما يكون لها أكبر الأثر في المستقبل على قطاع البناء والتشييد ومهنة الهندسة بوجه عام. ويوضح أبو زيد: "تميزت كافة الموضوعات المقدمة بالابتكار، وكان من بينها موضوعات تتعلق بالمواد الذاتية المعالجة واستخدامها في المباني حال تهدمها، واستخدام النفايات الإلكترونية في البنيات الأساسية، وبناء منشآت مرنة قوية التحمل والأداء، واستخدام نوعيات من الأسمنت صديقة للبيئة، ومدى تأثير وجود العمالة الماهرة على سير مشروعات البناء والتشييد."
يأمل الطلاب أن يكون البحث الذي تقدموا به خطوة في الطريق لدعم الممارسات المستدامة في قطاع الهندسة بوجه عام. ويقول الديب: "لقد رأيت كطالب متخصص في الهندسة الإنشائية أن تلك المهنة والممارسات المرتبطة بها تساهم بشكل أساسي في تلوث البيئة، لذا فقد قررت أنا والمجموعة التي أنتمي إليها أن نخصص البحث الذي أجريناه لمعالجة موضوع استخدام أنواع من الأسمنت تكون صديقة للبيئة ومن شأنها تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والحد من استهلاك الطاقة وذلك خلال عملية تصنيع الأسمنت ذاتها، وخاصة في ظل أزمة الطاقة التي تشهدها مصر وارتفاع الأصوات المنادية بضرورة ترشيد الاستهلاك. كانت المشاركة في أحداث المؤتمر فرصة عظيمة بالنسبة لي، فقد تمكنت من خلاله من النفاذ إلى شبكة كبيرة من الرواد في مجال الهندسة ينتمون إلى مختلف بلاد العالم وطلاب من مختلف الجامعات وتبادل الأفكار والرؤى معهم، والأهم من ذلك كله هو أن المؤتمر كرم العمل والبحث الذي قدمناه."
أوضح عمرو مصطفى فتحي، خريج قسم الهندسة الإنشائية، الأثر المحتمل للعمل الذي تقدموا به حال تنفيذه على أرض الواقع. ويذكر فتحي: "لقد تقدم الطلاب بابتكارات فريدة من نوعها تتعلق بالمواد الخرسانية ونماذج الاستخدام والتطبيق الأمثل، وكانوا مسلحين بحجج قوية؛ لذا فإني أرى أن قطاع التطبيق في المشروعات يمكنه استخدام البحث الذي قدمناه واستغلاله في تطوير حلول اقتصادية ومبتكرة لكافة المشكلات المرتبطة بمهنة الهندسة الإنشائية. وأرى أيضاً أنه يمكن للباحثين تكملة ما نحن بدأناه والاستناد عليه وتطويره، وباختصار أرى أنه كان شرفاً لنا أن نشارك في مثل هذا المؤتمر الرفيع المستوى وأن يتم تكريمنا من خلاله."
يتفق إبراهيم أبو طالب مع فتحي في نفس وجهة النظر، وأبو طالب هو خريج قسم الهندسة الإنشائية وقام باستخدام حلول حسابية جينية لاستكشاف طرق جديدة من شأنها استغلال مهارة القوى العاملة على أكمل وجه. ويذكر أبو طالب: "لم أكن أدري مدى جودة برنامج الهندسة الإنشائية الذي ندرسه بالجامعة حتى شاركت بنفسي في المؤتمر واكتشفت أن البحث الذي تقدمنا به لا يقل أهمية ولا جودة عن الأبحاث الأخرى التي تقدم بها طلاب قدموا من أعرق المؤسسات العلمية على مستوى العالم. وقد جعلني التكريم أكثر فخراً بقسم الهندسة الإنشائية الذي أنتمي إليه وأكثر وعياً بقدرة القسم على إجراء بحوث متميزة يمكنها التنافس في الأسواق العالمية. وتكريم المؤتمر لنا جعلنا أكثر حماسة وأكثر عشقاً لمواصلة البحث في المجال الذي ننتمي إليه."
تضيف فاطمة بدر، طالبة متخصصة في الهندسة الإنشائية: "لقد كان المؤتمر فرصة مثمرة اغتنمناها للدخول في مناقشات عالية المستوى مع مجموعة كبيرة من المهندسين المدنيين المتخصصين في مختلف المجالات، وتعرفنا من خلال المؤتمر على أحدث البحوث والابتكارات في مجال الهندسة الإنشائية. وقد ساعدني أنا شخصياً البحث الذي قدمناه على الاحتكاك بطلاب من مختلف دول العالم ومتخصصين في ذات المجال، وذلك كان له أكبر الأثر في توسيع آفاقي والإلمام بكثير من الموضوعات التي يمكن أن نجري عليها المزيد من البحوث في المستقبل."