الجامعة تطلق أول شركة صناعية تكنولوجية مصرية
أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في مؤتمر صحفي،عن إطلاق أول شركة صناعية تكنولوجية مصرية. تقدم شركة كيميا للتحاليل المتطورة(D-Kimia)، طرقاً جديدة ذات تكلفة قليلة وفعالة لفحص وتشخيص أمراض متعددة، حيث تركز أولياً على تشخيص مرض التهاب الكبد الوبائي سي الذي يؤثر على حياة أكثر من 170 مليون شخص حول العالم. تعد شركة كيميا للتحاليل المتطورة أول شركة ناشئة مصرية قائمة على المعرفة والتكنولوجيا ومنشأة من جامعة. تحدث في هذا المؤتمر الدكتورة ليسا أندرسون، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ والدكتور عمرو شعراوي، المدير الأكاديمي؛ والدكتور عمرو سلامة، مستشار الجامعة؛ والدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء بالجامعة، والمؤسس المشارك وكبير علماء شركة كيميا للتحاليل المتطورة؛ والدكتور كريم حسين، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركة كيميا للتحاليل المتطورة؛ وأحمد الليثي، مدير مكتب نقل التكنولوجيا بالجامعة. تقول أندرسون "أن إطلاق أول شركة صناعية تكنولوجية من عباءة الجامعة اليوم يعد خطوة هائلة في مجهوداتنا المشتركة لتعزيز فكرة الاستغلال الكامل للأبحاث الرائدة التي يتم إجراؤها داخل معامل الجامعة لصالح المجتمع." وتضيف أندرسون أن هذه المبادرة من قبل الجامعة تقدم نموذجاً رائداً عن كيفية دعم مؤسسات التعليم العالي لفكرة تسويق الأفكار البحثية المبتكرة التي يتم إنتاجها داخل الجامعة، قائلة "تعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة جزءً من حركة عالمية لمؤسسات التعليم العالي التي تلتزم بالاستفادة من مواهب الباحثين المتميزين مثل الدكتور حسن عزازي لتلبية الاحتياجات الملحة في مجتمعاتهم والعالم بأسره."
ويصرح حسين "أن الجامعة قامت بمنح شركة كيميا للتحاليل المتطورة رخصة حصرية لاستخدام أربع براءات اختراع تكنولوجية تم إنتاجها بمعمل التشخيص والعلاج المبتكر بالجامعة تحت إشراف الدكتورعزازي." ويضيف حسين، رائد الأعمال الذي أسس وقاد تطوير الابتكارات والمنتجات في عدة شركات عالمية في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا، أنه تم توقيع اتفاقية بحثية بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة وشركة كيميا للتحاليل المتطورة لتمكين الشركة من حق استخدام معامل وأجهزة كليات الهندسة والعلوم بالجامعة. يقول حسين " تم أيضاً اختيار شركة كيميا للتحاليل المتطورة في مسابقة حاضنة الأعمال "أيه يو سي فينتشر لاب" AUC V-Labالتي أطلقها برنامج ريادة الأعمال والابتكار بكلية إدارة الأعمال بالجامعة."
جدير بالذكر أنه يمكن التعامل مع أي مرض معد من خلال ثلاث طرق: التطعيم، والاحتواء، أو العلاج. يشير حسين أنه للأسف لا يوجد تطعيم لمرض التهاب الكبد الوبائي سي، ولذا يرى أنه من أجل احتواء هذا المرض، لابد وأن نقوم بحملات توعية للحد من انتشار المرض. يقول حسين "أن الكثير من المصريين لا يقومون باختبارات الكشف عن مرض التهاب الكبد الوبائي سي، ولا يعلمون إذا كانوا مصابين به أم لا، وقد يقومون بنقل العدوى لأفراد عائلتهم بغير قصد. وتقف التكلفة العالية وصعوبة الاختبار والتوعية المحدودة عائقاً ضخماً للقيام باختبارات على نطاق واسع."
ولهذا تخطط الشركة لتقديم طريقة أقل تكلفة وأبسط في الاختبارات للمساعدة في التحكم في المرض، حيث تنتج اختبارات تشخيصية باستخدام جزئيات الذهب المتناهية الصغر لاكتشاف التسلسلات الموجهة القصيرة من الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي لمجموعة كبيرة من الأهداف تشمل الفيروسات، والبكتيريا والجينات المتعلقة بمرض السرطان. كما تتمكن مجموعة أخرى من الاختبارات من تحديد بروتينات المؤشرات الحيوية الخاصة بالعدوى أو بالأمراض. يقول عزازي أن اختبار جزئيات الذهب المتناهية الصغر يعد اختبار بسيط، ودقيق وغير مكلف، ويقدم نتائج أسرع من تلك الموجودة في التكنولوجيات المماثلة.
هناك مطالب قومية، وإقليمية، وعالمية للحد من تكلفة الاختبارات المعملية والوصول إلى نتائج سريعة ودقيقة باستخدام أقل العينات. يقول عزازي "تفي الاختبارات الجديدة بهذه المطالب لأنها تتيح الكشف السريع والمباشر للجينات الميكروبية والمتعلقة بمرض السرطان في مصل الدم، والبصاق، والبول. ولا تحتاج هذه الاختبارات للأجهزة المعقدة المكلفة أوالبنية الأساسية المتطورة أو الفنيين ذوي المهارات العالية."
ويضيف عزازي أن الاختبارات الجديدة ستساهم في دعم الجهود القومية للسيطرة على الأمراض الرئيسية في مصر مثل مرض التهاب الكبد الوبائي سي، والسرطان، وستمكن مصر من المنافسة في السوق العالمي للتشخيص المعملي.
يؤكد عزازي أنه إلى جانب تطوير الاختبارات التشخيصية النانونية، فإن هذه المبادرة قد اكسبتهم خبرة لا تقدر بثمن في تطوير الشركات الناشئة في مصر، والتي من الممكن نقلها للآخرين داخل مصر والمنطقة. ويضيف عزازي "من المتوقع أن يتبع الباحثون المنافسون في الجامعات بمصر والشرق الأوسط خطى الجامعة ويطلقون الشركات الخاصة بهم أيضاً." إلى جانب وجود المقر الرئيسي لشركة كيميا في القاهرة بمصر، سيتم إنشاء فرعاً للشركة قريباً في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عن المشروعات المستقبلية للشركة، يقول حسين أن الشركة تخطط في القريب العاجل لتسويق وتوزيع المنتج عالمياً، وبالأخص في الدول التي يوجد بها نسبة عالية من مرض التهاب الكبد الوبائي سي. ويضيف حسين أن الشركة تسعى أيضا لتطوير برنامج التشخيص لتحديد بصمة الحمض النووي لمجموعة متعددة من الفيروسات والأمراض الجينية منها الالتهاب الرئوي، والملاريا، وسرطان الثدي، وسرطان المثانة، قائلاً "ندرس أيضاً استخدام برنامجنا لتشخيص فيروس الكورونا الجديد والمميت."
يوضح عزازي كيف ساعدت الجامعة في الخطوات المختلفة لإنشاء الشركة، "فقد لعبت المعامل الحديثة بمركز أبحاث يوسف جميل للعلوم والتكنولوجيا، وقسم الكيمياء دوراً هاماً في إنتاج هذه التكنولوجيا. كما أن برامج الدراسات العليا المتطورة في مجالات التكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا النانو، والكيمياء التي تجذب أفضل الطلاب على مستوى الجمهورية، قد مكنتنا من اختيار أفضل الباحثين. بالإضافة إلى ذلك، ساعد مكتب نقل التكنولوجيا ومحاميو الجامعة في الخدمات اللوجستية وإجراء المفاوضات التي استغرقت عامين تقريباً."
يشير الليثي أنه حال نجاح شركة ما في إطلاق منتج قائم على حق اختراع، يقوم هذا بحل مشكلة في المجتمع وسيفى بحاجة من احتياجات السوق، قائلاً "أن مثل هذه الشركات القائمة على المعرفة لديها إمكانية التوسع السريع والتأثير القوي في الاقتصاد القومي، وتوفير فرص عمل رائعة." ويطرح الليثي مثال لتلك الشركات التي تم إنشاؤها من داخل جامعات وقدمت منتجات ناجحة عالمياً مثلGatorade، وGoogle، وGenentech، وRIM. ويضيف الليثي "أن تأثير هذه الشركات على الاقتصاد القومي مذهل، حيث يخلق الآلاف من فرص العمل، إلى جانب زيادة الضرائب على المرتبات والعوائد، والصادرات القومية."