عودة مركز الدراسات العربية بالخارج (كاسا) إلى الجامعة
يعود مركز الدراسات العربية بالخارج (والمعروف باسم كاسا (CASA إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في العام الدراسي 2015- 2016، وهو البرنامج الأكثر تميزاً في العالم لدراسة اللغة العربية ومقره الآن في جامعة هارفارد. سيبدأ البرنامج، والذي كان جزءً أساسياً من تاريخ الجامعة لما يقرب من 50 عاماً، بعد توقف لمدة عامين حين تم نقله مؤقتاً إلى الأردن. تقول نيفينكا كوريكا، مدير كاسا في مركز جامعة هارفارد لدراسات الشرق الأوسط، والذي يستضيف حالياً كاسا في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تمت استضافته في جامعة تكساس في أوستن على مدار السنوات الثماني الماضية، "تعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة هي المكان المثالي لبرنامج كاسا، حيث أنها المؤسسة التي تمتلك التقليد الأطول تاريخاً في تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية في المنطقة، وهي المؤسسة الوحيدة في العالم التي دأبت على تقديم برنامج الماجستير العالي الجودة في تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية على مدى عقود."
تضيف كوريكا أن العديد من خريجي برنامج الماجستير يعملون كمدرسين للغة العربية (ALI) وتعتمد عليهم كاسا كأعضاء في هيئة التدريس الأساسية، قائلة "إن معلمي ALI مؤهلون تأهيلاً عالياً، وكثير منهم لديهم عقود من الخبرة في مجال التدريس في كاسا، كما أنهم حريصون على البرنامج وطلابه بدرجة تفوق مقتضيات الواجب الوظيفي." فقد تم تصميم وتعريف وصقل المناهج الدراسية في كاسا في الجامعة حيث حصل البرنامج على سمعته العالمية وشهرته نتيجة لتميز مستوى أعضاء هيئة تدريس الجامعة والدعم المؤسسي الذي قدمته الجامعة للبرنامج. كما يظهر ذلك أيضاً من خلال عدد المطبوعات المتعلقة بتدريس اللغة العربية الصادرة من كاسا ومعلمي اللغة العربية في السنوات الماضية."
تأسس كاسا في عام 1967 لتقديم تدريب مكثف ومتقدم باللغة العربية للدارسين الأميركيين، وقد درب المركز بنجاح أكثر من 1400 طالب وأساتذة متخصصين في مختلف مجالات دراسات الشرق الأوسط. تقول إيمان سليمان، المدير التنفيذي للمركز بالجامعة، "لقد أصبح برنامج كاسا بالجامعة ختم التميز في السيرة الذاتية للباحثين في دراسات الشرق الأوسط، كما يفتح الأبواب أمام خريجيه للعمل في مؤسسات التعليم العالي، والوظائف الحكومية، والأعمال التجارية، والصحافة والمنظمات غير الحكومية."
تقول كوريكا "خلال العامين الماضيين، لم يكن كاسا قادراً على إرسال الطلاب إلى الجامعة لأن المؤسسات المضيفة في الولايات المتحدة الأمريكية كانت لديها مخاوف متعلقة بسلامة وأمن الطلاب الأمريكيين في القاهرة. ومع ذلك، فإن البرنامج لم يغادر الجامعة. فبفضل دعم رئيسة الجامعة ليسا أندرسون، وهي خريجة كاسا، وجهود سليمان الدؤوبة والإدارة بأكملها في الجامعة، كنا قادرين على الحفاظ على موظفينا والحفاظ على مكاتبنا مفتوحة. في مارس 2015، استضافت الجامعة مدير الأمن والسلامة الدولية في جامعة هارفارد، وبعد الزيارة، أيد الإجراءات الأمنية بالجامعة وتمت الموافقة على عودة أعضاء البرنامج في يونيو 2015."
يعد هذا العام بداية جديدة لبرنامج كاسا بأكثر من طريقة. فقد تم اختيار 20 دارس بالبرنامج من قبل لجنة الاختيار من 80 متقدم، كما سيتجه البرنامج إلى تقديم دورات قائمة على المحتوى بعد أن كانت دوراته قائمة على المهارات بالأساس وستتضمن إلى جانب الوظائف اللغوية، أخرى نحوية ومهاراتية، كما ستعكس أيضاً اهتمامات ومجالات الطلاب المهنية. توضح سليمان أنه يتم مراجعة المكون الثقافي المجتمعي للبرنامج باستمرار وتطويره ليتيح للطلاب أن ينغمسوا أكتر في اللغة، والثقافة والحياة في مصر.
تقول سليمان "نسعى لدمج المزيد من الأنشطة والمشروعات خارج قاعة المحاضرات لمساعدة الطلاب على الاستفادة من دراستهم في القاهرة. إن وجود كاسا في القاهرة قد تحول من مجرد تجربة للطلاب للحصول على دورات اللغة العربية إلى غمر أنفسهم في ثقافة ولغة واحدة من أغنى المحاور الفكرية في العالم العربي. فالكثير منهم يستطيع الآن أن يستمتع بعبق التاريخ المصري بعد القراءة عنه في الكتب. كما أن التفاعلات اليومية مع المصريين تعزز من جهودهم لتعلم اللغة وإضافة بعداً لا يقدر بثمن لتجربتهم. عودة كاسا إلى الجامعة مثل عودة الابن الغائب للوطن. نحن سعداء ونرحب بهذه العودة مرة أخرى للجامعة."