طلاب الجامعة يستمرون في العطاء في شهر رمضان
يواصل طلاب الأندية الطلابية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة جهودهم السنوية وأنشطتهم خلال شهر رمضان، حيث قاموا بتوزيع الحقائب الغذائية والوجبات الساخنة اليومية للمحتاجين، وكذلك إقامة وجبات إفطار للأيتام وأطفال الشوارع والأسر الفقيرة. تقول تغريد سليمان، رئيس نادي "المساعدة" (The Help Club) بالجامعة، "إن خدمة المجتمع والتنمية ليس تفضلا منا، ولكن واجب علينا." وقد قامت أندية خدمة المجتمع بالجامعة مثل "رابطة المتطوعين في العمل" (Volunteers in Action)، ونادي "المساعدة"، وجلو (Glow) بجمع التبرعات وإعداد حقائب الطعام الجاهزة التي قاموا بتوزيعها في بداية الشهر الكريم. تحتوي الحقيبة على المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والمعكرونة والسكر، واللوبيا، والعدس، والفول، والزيت، والسمن، والشاي، والتمر، وصلصة الطماطم. لمشاهدة المزيد من الصور، اضغط هنا.
وقد قام نادي جلو، والذي أنشئ في الجامعة، منذ ست سنوات، بتوزيع أكثر من 500 حقيبة هذا العام في منطقتي إمبابة ومنشية ناصر. وتقول بسمة زكي، رئيس نادي جلو، "إننا لا نقوم بتوزيع الحقائب فحسب ولكننا نقوم أيضاً بشراء المكونات، وتخزينها ثم تجهيز الحقائب بأنفسنا بمساعدة متطوعين. عامة ما تكون أيام التعبئة مرهقة للغاية ولكن النتيجة النهائية دائما ما تجعل هذا الجهد يستحق العناء. وبعد تجهيز الحقائب، نقوم بتوزيعها على الأسر المحتاجة."
كما قام أيضاً أعضاء نادي "المساعدة" هذا العام بتجميع حوالي 1,700 حقيبة غذائية وتوزيعها في مصر القديمة، وقرية الحمولي بالفيوم، وفي مناطق أخرى في صعيد مصر. كما يقوم النادي بجمع التبرعات للقيام بجولة ثانية من تحضير الحقائب الرمضانية لتجهز وتعبأ وتسلم خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان. ويعكف أعضاء نادي "مساعدة" على توزيع وجبات ساخنة يوميا للمحتاجين في منطقة مصر القديمة، حيث يذهب أعضاء النادي كل يوم جمعة لتعليم الأطفال في المنطقة، وإشراكهم في الأنشطة التفاعلية. وعلى الرغم من أن الوجبات يتم عادة شراؤها، ففي بعض الأحيان يقوم الطلاب بالطهي، ويوزعون من 60 إلى 100 وجبة يومياً.
كما بدأ نادي "مساعدة" العمل خلال شهر رمضان لبناء محطة تنقية المياه بسعة 40,000 لتر في قرية الحمولي في الفيوم، والتي تخدم حوالي 15,000 شخص باستخدام التبرعات التي تم جمعها بحرم الجامعة. تقول سليمان "وجدنا أن ما يقرب من 38% من المصريين يعانون من أمراض الكلى، وبالمقارنة بالمحافظات المصرية، يوجد أعلى معدل لإصابات أمراض الكلى في الفيوم. وترجع نسبة الإصابة العالية إلى حد كبير إلى كون المياه غير نظيفة، والتي تلوثت نتيجة لتسرب نفايات الصرف الصحي. وانطلاقاً من إيماننا الراسخ بالمسئولية الاجتماعية، قررنا جمع التبرعات لبدء هذا المشروع المستدام والذي من شأنه أن يخدم قرية بأكملها في مصر."
ولم يقم الطلاب بجمع ما يكفي من المال لبناء المحطة فحسب، ولكن أيضاً لتشغيلها وصيانتها. فقد تعاون النادي الطلابي مع بداية، وهي منظمة غير حكومية مسجلة، للمساعدة في البناء الفعلي والإشراف على المشروع. تقول سليمان " نقوم بزيارة قرية الحمولي خلال شهر رمضان المبارك لتوزيع حزم الغذاء ولنتابع موقع عمل المحطة بأنفسنا."
وتقول منة الخولي، رئيس نادي "رابطة المتطوعين في العمل"، وهو أحد أقدم أندية خدمة المجتمع في الحرم الجامعي، "قام النادي بتوزيع 2,300 حقيبة غذائية لدور الأيتام المختلفة والأسر الفقيرة في مناطق ميت عقبة، وكفر حكيم، وعزبة خير الله. كما قام أعضاء الفريق أيضاً بتوزيع أكثر من 260 وجبة إفطار ساخنة على ملاجئ عديدة بشكل يومي في رمضان."
بالإضافة إلى الحقائب الغذائية والوجبات، يقوم نادي "رابطة المتطوعين في العمل" بتنظيم حفلات الإفطار أيضاً لكي يشعر الأطفال المحرومين والأسر بروح المجتمع من خلال شهر رمضان. تم إقامة الإفطار الأول في منطقة ميت عقبة، حيث أمضى أعضاء النادي الطلاب اليوم مع السيدات ومع 30 طفل من أطفال المنطقة. خلال هذا الحدث، تحدث طلاب الجامعة مع السيدات عن أهمية التعليم وقاموا بتشجيعهم على الانضمام إلى برنامج النادي الخاص بمحو الأمية. كما قدم الطلاب وسائل الترفيه للأطفال مثل الترامبولين، والرسم على الوجوه، والمسابقات، والدي جي. ثم تناول طلاب الجامعة الإفطار مع السيدات والأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، سيقوم النادي بإقامة إفطار ثاني في 10 يوليو وهو حدث سنوي ينظمه الطلاب. تقول الخولي "يتم في ذلك اليوم دعوة حوالي 120 يتيم إلى الجامعة لقضاء يوم كامل من المرح والضحك والألعاب، وبوجود الدي جي، والساحر، ومسرح العرائس. تقول الخولي "بعد اللعب مع الأطفال، نتناول معهم وجبات الإفطار، ونحاول أن نجعلهم يشعرون بأننا عائلة واحدة توفر لهم الحب والرعاية إلى أقصى حد ممكن."
واستعداداً لعيد الفطر، سيقوم أعضاء نادي "رابطة المتطوعين في العمل" بإقامة حدث "الكسوة" السنوي يوم 14 يوليو، حيث يتم عرض الملابس المتبرع بها في معرض ويقوم الأطفال من دور الأيتام المختلفة باختيار الملابس التي تعجبهم.
تقول سليمان "إن ثقافة العطاء مفيدة بشكل كبير للطلاب مثلما هي مفيدة بالنسبة للأسر والأطفال المحرومين، فبقدر ما تحتاج هذه الأسر إلى مساعدتنا، نحتاج نحن أيضاً إلى المزيد من هذا النوع من المشاركة في حياتنا."
ففي النهاية، الأهم هو إحداث فارق، فتقول زكي "يهدف "جلو" لنشر فكرة المسئولية الاجتماعية بين أعضائه، فضلاً عن المجتمع بأكمله. فتساعدنا هذه الأنشطة الخيرية على إدراك أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم، وأننا نتحمل مسئولية كبيرة تجاه المكان الذي نعيش فيه."