حجرات نفرتيتي؟ التكنولوجيا تكشف عن أسرار مقبرة توت عنخ آمون
تم العثور على حجرتين مخبأتين داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، في اكتشاف قد يكون الأعظم في علم المصريات منذ اكتشاف هاورد كارتر للمقبرة نفسها في عام 1922.
تم استخدام تكنولوجيا متطورة و تقنية عالية في العثور على الحجرتين وفقاً لعالمة المصريات الشهيرة سليمة إكرام.
تقول إكرام، أستاذ ورئيس قسم علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، "أعتقد أن بعض الأشخاص لا يزالوا يعتقدون أن علم المصريات وعلم الآثار يرتبطان بشخصيات مثل إنديانا جونز. ولكن في الواقع، كعلماء آثار، نحن نعتمد في التنقيب عن الآثار على أجهزة متطورة علمياً ومتقدمة تكنولوجياً. فنحن نستخدم أجهزة فائقة التطور لتساعدنا في التوصل لجميع المعلومات الممكنة حول الموضوع الذي ندرسه ونبحث فيه."
يحقق الباحثون في النظرية التي تبناها نيكولاس ريفز، عالم الآثار البريطاني، حيث يزعم أن الحجرات السرية المخبأة خلف الرسم الجداري الموجود بمقبرة توت عنخ آمون ربما تكون مقبرة الملكة نفرتيتي. وفي حين أنه لم يتم التحقق من صحة هذه النظرية بعد، يستخدم الباحثون مجموعة من التقنيات المختلفة لاكتشاف ما قد يكون مخبئاً في مقبرة توت عنخ آمون.
فقد أجرى الباحثون مسحاً رادارياً وحرارياً باستخدام الأشعة تحت الحمراء لإمكانية الرؤية عبر الجدار دون إلحاق أية أضرار بالمقبرة. توضح إكرام "تُستخدم أنواعاً مختلفة من أجهزة الرادار والتصوير لمعرفة إمكانية اختراق الجدار بدون الحاجة للهدم وتصوير ما ورائه. فإن هذه التقنيات ترسل موجات عبر الحجر والتي تتغير وفقاً لما ترتطم به قبل ارتدادها."
تقول إكرام "ووفقاً إلى نوعية الموجات التي قام الباحثون بتسجيلها، فهم يرون أنهم قد نجحوا في التعرف على مواد مختلفة في الفراغات الموجودة خلف الجدار. يقول الباحثون أنه يوجد أجسام معدنية وآخرى عضوية بخلفه. ومن هنا يمكننا أن نرى كيف تساعدنا التكنولوجيا في معرفة ما قد يكون موجوداً خلف هذا الجدار دون إحداث أي تلف بالمقبرة نفسها."
وفضلاً عن ذلك، سيستخدم الباحثون الألياف الضوئية والروبوتات أو الإنسان الآلي في الخطوة القادمة من البحث وفقاً لإكرام، قائلة "ستكون الخطوة القادمة للباحثين إحداث ثقب في الجزء غير المرسوم عليه من المقبرة، ثم سيستخدمون الألياف الضوئية والروبوتات لمحاولة رؤية ما يوجد خلف الجدار دون فتح جزءً كبير من المقبرة. فإذا توصلوا لوجود شيء ما هناك، ستبدأ عملية الحفر."
تضيف إكرام "سأسعد كثيراً إذا ما وُجد شيء ما خلف الجدار. فلم أكن موجودة في عام 1922، وسيسرني أن أكون موجودة حينما يتم اكتشاف توت عنخ آمون القادم. فكلنا نشعر بفضول شديد عما قد يكون موجوداً خلف هذا الجدار."
يتجاوز علم المصريات وعلم الآثار الحدود الأكاديمية باستخدام تقنيات من تخصصات علمية متعددة. تقول إكرام "للحصول على أفضل النتائج، يجب علينا استخدام جميع الأدوات والأجهزة المتاحة للوصول إلى جميع المعلومات الخاصة بالموقع أو القطع الأثرية، مع مراعاة إلحاق أقل قدر من الضرر إليها. فبداية من تحليل بقايا الخزفيات إلى تحديد المصادر، هناك الكثير من الأبحاث العلمية والتكنولوجية التي يقتبس منها ويستند إليها علم الآثار، سواءً كانت من الكيمياء، أو الأحياء، أو تكنولوجيا المعلومات، أو أي تخصص علمي آخر."
توضح إكرام "على سبيل المثال، يستخدم علماء الآثار تقنية القياس المغنطيسي، وهي تقنية مقتبسة من علم الجيولوجيا أو الأرض. فمن خلال هذه التقنية، يمكننا الحصول على خريطة لما هو موجود تحت سطح الأرض دون الحاجة للحفر. حينما يكون لديك تساؤلاً بحثياً، يمكنك البحث في مجال معين، وبالتالي تهدر القليل من الوقت والجهد لتحديد الغرض الذي تفحصه."
هذا، وقد تم اقتباس تقنيات أخرى من الطب أيضاً. تقول إكرام "تم استخدام الأشعة المقطعية والتصوير بالأشعة للكشف عن المومياوات، والرؤية عبر الأغراض لتحديد تاريخها وماهيتها وذلك فيما يتعلق بعمليات الترميم. ويتيح استخدام فلورية الأشعة السينية للباحثين معرفة محتوى الأنواع المختلفة من الطلاء والمواد التي يتم استخدامها."
تذكر إكرام "تعتبر العلوم والتكنولوجيا المتقدمة هي صلب علم المصريات وعلم الآثار. فسواءً كنا نحلل الأصباغ والألوان أو الأجسام، أو نبحث عن موقع للحفر، أو نستخدم التصوير الرقمي ثلاثي الأبعاد لتصوير بناء ما، فقد أصبحنا جميعاً مولعون بالعلوم."