الطلاب الأجانب يلتحقون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
بعد حدوث انخفاض حاد في عدد الطلاب الأجانب في عام 2011، فقد شهد عدد الطلاب الأجانب الملتحقين ببرامج الشهادات غير الأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ارتفاعاً بمعدل ثابت على مدار الثلاثة أعوام السابقة، وهم الطلاب الملتحقون ببرامج الدراسة بالخارج أو برنامج اللغة العربية المكثف أو مركز دراسات اللغة العربية بالخارج. فقد ارتفع العدد من 48 طالب في عام 2013 إلى 74 طالب في عام 2015، وبرغم الارتفاع البطيء في هذا العدد، إلا أنه مؤشر على صعوده لمستوياته السابقة.
برغم تباين أسباب التحاق الطلاب الأجانب للدراسة بالجامعة، توضح أمل صلاح، مدير مكتب الطلاب الأجانب والدراسة بالخارج أن هناك أسباب مشتركة أيضاً، قائلة "يأتي الطلاب للجامعة للتعرف على الثقافة والتاريخ المصري، وخوض تجربة العيش هنا ودراسة اللغة العربية."
ريكاردو خورخي مارتنز كارلوس، طالب برتغالي يدرس بالجامعة من خلال برنامج الدراسة بالخارج، قرر الانتقال من جامعته الأم كلية نوفا لإدارة الأعمال والاقتصاد بلشبونة Nova School of Business and Economics إلى مصر لأسباب مماثلة. يقول كارلوس "إنها تجربة جديدة وفرصة للتعرف على ثقافة مختلفة، إنه أمر ملئ بالتحديات."
برغم التحديات المصاحبة للعيش في وسط ثقافة جديدة، يشعر كارلوس بالاندماج داخل مجتمع الجامعة ومصر ككل، قائلاً "قابلت الكثير من المصريين أثناء الرحلات التي يقيمها مكتب الطلاب الأجانب والدراسة بالخارج، وكان أمراً رائعاً." يعد من المهام الرئيسية التي يقوم بها المكتب تيسير معيشة الطلاب الأجانب في مصر.
وبالطبع، لا تتأتي الدراسة بمصر دون تحديات. يقول كارلوس "كثير من الناس خارج الجامعة لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، وأحياناً يكون التواصل مع آخرين صعباً للغاية."
ومع ذلك، يعد التحدي اللغوي السبب الرئيسي لمجيء الكثير من الطلاب الأجانب للدراسة بالجامعة. بالنسبة إلى ميليس كراكوس، طالبة ببرنامج الدراسة بالخارج تخصص العلوم السياسية بالجامعة والتي حضرت من معهد الدراسات السياسية بباريس أو Sciences Po ، كان تعزيز مهاراتها في اللغة العربية سبباً رئيسياً في اتخاذ قرار الالتحاق بالجامعة.
تقول كراكوس، التركية الأصل، "أشعر وكأنني في موطني بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وفي مصر بوجه عام لأن الثقافة هنا قريبة جداً من الثقافة التركية. قبل بدء الدراسة، كان يساورها القلق بأنها لن تشعر بتجربة العيش في مصر بسبب الدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولكنها اكتشفت سريعاً عدم حدوث ذلك. تضيف كراكوس "كان يساورني القلق بأنني سأعيش داخل فقاعة ولم تكن ستتاح الفرصة لي لاكتشاف الثقافة المصرية، لكننا دائماً ما نقابل أُناس يدعوننا لزيارة أماكن أخرى بالقاهرة."
حينما وجهنا لكل من كارلوس وكراكوس تساؤل عما سيخبران أي شخص يفكر في الدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أجابا بحماس "بالتأكيد، يجب أن يأتي للدراسة هنا. فهي تجربة فريدة ومغامرة كبيرة وفرصة للتعرف على ثقافة جديدة."
بالنسبة إلى العديد من الطلاب الأجانب، فإن التحاقهم بالجامعة يعد أكثر دوام. على سبيل المثال، في عام 2015، التحق 308 طالباً أجنبياً للحصول على شهادة جامعية كاملة. برغم عدم حدوث ارتفاع ملحوظ في هذا العدد مثل عدد الملتحقين ببرنامج الدراسة بالخارج أو ببرامج الشهادات غير الأكاديمية، تذكر صلاح "ترتفع الأعداد ببطء، ولكنها ترتفع."
بناءً على هذا النمو البطيء، ألقى شريف صدقي، المدير الأكاديمي للجامعة، الضوء على ضرورة إلحاق الطلاب الأجانب كإحدى أولويات الجامعة. وكما أعلن صدقي في منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعنوان "تجديد التجربة التعليمية بالجامعة" مؤخراً أن الجامعة تسعى لزيادة نسبة الطلاب الأجانب إلى 15% بحلول العام المئوي للجامعة.
وفقاً إلى راندا كامل، المدير التنفيذي لمكتب إلحاق وخدمات الطلاب بالجامعة، تركز الجهود المبذولة لإلحاق الطلاب الأجانب على التواصل الجامعة مع العالم. تقول كامل "تشارك الجامعة في المعارض التعليمية في مناطق متعددة، وتقوم بزيارة المدارس، وتجري حملات إعلانية في وسائل الإعلام العربية الرئيسية، وتقوم سنوياً بإرسال مجموعة المعلومات إلى المدارس والسفارات والخريجين ومؤسسات أخرى بمتطلبات وإجراءات القبول المحدثة."
ووفقاً إلى صلاح، من أكبر التحديات التي تواجه الجامعة في اجتذاب طلاب أجانب للحصول على شهادات أكاديمية كاملة هو الانخفاض المستمر في تكاليف الدراسة في العديد من الجامعات الأوروبية. فهؤلاء الذين يفكرون في التقديم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قد يتجهون لجامعة أخرى أوروبية لأسباب مادية.
ومع ذلك، بالنسبة إلى رشيد عبد الله، طالب بالدراسات العليا في اللغويات التطبيقية ويُدرِس اللغة الإنجليزية لغير متحدثيها، لعب الدعم المالي الذي حصل عليه من أجل الزمالة بالجامعة دوراً كبيراً في اختياره للجامعة الأمريكية بالقاهرة. فبخلاف الدعم المالي والمناخ، كان عبد الله، المولود بشيكاغو، مهتماً للغاية بالشرق الأوسط، وكان مرحباً بفرصة الاستفادة من تجاربه السابقة في تدريس اللغة الإنجليزية وتعلم اللغة العربية في القاهرة.
بالتفكير في الوقت الذي قضاه بالجامعة حتى الآن، يشيد عبد الله بكفاءة وتميز أساتذته. وحينما سئلنا عبد الله عما قد يقول لأي طالب أجنبي يفكر في الالتحاق بالجامعة، شدد مرة أخرى على التميز الأكاديمي الذي يميزها، قائلاً "إن مستوى التعليم الذي تحصل عليه هنا رفيع للغاية، والأساتذة متميزين، وتتاح لك الفرصة لإجراء أو المشاركة في إجراء أبحاث مبتكرة."
أما فيما يتعلق بدمج الطلاب الأجانب داخل مجتمع الجامعة، يوضح عبد الله أنه شعر بترحيب شديد وأنه صادق الكثير من المصريين. ولكنه ذكر أنه أحياناً "قد يوجد انقسام بين الطلاب الأجانب والطلاب المصريين."
بينما تتواجد تحديات فيما يتعلق بإلحاق الطلاب الأجانب هنا ودمجهم داخل مجتمع الجامعة، فإن الزيادة بمعدل ثابت في عدد الطلاب الملتحقين ببرنامج الدراسة بالخارج تشير إلى حقبة جديدة في الجهود المبذولة من قبل الجامعة لإلحاق المزيد من الطلاب. إن التجارب الجديرة بالذكر العالقة في أذهان الطلاب الأجانب السابقين والحاليين، سواءً على المستوى الأكاديمي أو على مستوى الأنشطة خارج المنهج الدراسي، تجسد الفوائد الكثيرة التي يستفيدون منها عند الانضمام إلى مجتمع الجامعة.