الحاصلين على منحة الغرير للمتفوقين: إنها فرصة العمر
طالما كانت الدراسة خارج فلسطين حلماً يراود حلمي حازم أبو رمضان، طالب بالسنة الأولى في تخصص هندسة التشييد، والمولود بغزة. ومع ذلك، وفي ظل الظروف غير المستقرة التي تعاني منها غزة، كان عبور حدودها مع مصر خارج الحدود الممكنة.
يقول أبو رمضان "بخلاف الحاصلين على المنح الدراسية الآخرين، أعتقد أن تجربتي للالتحاق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تخنلف بشكل خاص عنهم. إذ يكون عبور الحدود للحصول على دراستك الجامعية مقترناً بالكثير من التحديات إن كنت فلسطينياً. لم أعتقد أبداً أنني لن أتمكن من الدراسة بالخارج، لكنني كنت أعلم صعوبة الأمر بسبب ظروف السفر الصعبة. في الواقع، تمكنت من عبور معبر رفح فقط بعد إعادة فتحه أثناء عيد الأضحى."
يعد أبو رمضان واحداً من ضمن 33 طالب حصلوا على منحة الغرير للطلاب العرب المتفوقين لدراسات البكالوريوس والدراسات العليا، والذين التحقوا بالجامعة كأول دفعة ببرنامج الغرير في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) هذا الخريف. تقدم المنحة مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم في أحد أكبر المبادرات التعليمية الخيرية الممولة من القطاع الخاص في العالم. وقد تم اختيار الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتعاون مع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم ضمن أربعة جامعات رائدة في المنطقة لتوفير منح دراسية للشباب المتفوق غير القادر من جميع أنحاء العالم العربي للالتحاق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للحصول علي البكالوريوس أو الدراسات العليا.
يعتبر معبر رفح على حدود غزة من أكثر المعابر المتعبة لأي شخص وفقاً لأبو رمضان، قائلاً "إن غزة تحت الحصار ولا يُسمح لمواطنيها السفر لأي مكان في أي وقت. فهناك طريقان فقط للسفر خارج غزة، إما عبر الأردن أو رفح. إن أردنا السفر عبر الأردن، سنحتاج للحصول على تصريح عبور من السلطات الأردنية، ثم تصريح من إسرائيل. أما فيما يتعلق بالسفر عن طريق رفح، يكون المعبر مفتوحاً على مدى أيام قليلة كل شهرين أو ثلاثة."
علماً بالفرص الهائلة التي تقدمها الجامعة لطلابها من أجل التعلم والتطور، يوضح أبو رمضان أنه تم قبوله بجامعات محلية أخرى بمصر، ولكنه اختار الجامعة الأمريكية بالقاهرة. يقول أبو رمضان "قطعاً، لم يكن بمقدوري رفض قبولي للدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في مقابل الجامعات الأخرى التي لم تتيح المجال الذي أود التخصص فيه. فالجامعة لديها هيئة تدريس بارزة، وتقدم تعليماً متميزاً، كما تتيح العديد من الأنشطة خارج المنهج الدراسي التي تكسب الطلاب مهارات كثيرة خارج قاعة الدراسة."
مع توافر الكثير من الوظائف الخاصة بمهندسي التشييد، يتطلع أبو رمضان إلى الحصول على فرص مهنية وأخرى للسفر التي ستتاح له بعد تخرجه من الجامعة. يقول أبو رمضان "اخترت هذا البرنامج بالأخص لأنني أعلم أنه سيمهد لي الطريق للوصول لأي مكان. يمكنني العمل في أكثر المدن انشغالاً في العالم، سواءً كان ذلك في المجال المالي أو الأعمال أو الإدارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن شعوري بالفضول حول كيفية تشييد مختلف المباني، وشغفي للرياضيات، ورغبتي في تحقيق معدل أكاديمي مرتفع شجعني على دراسة هذا المجال."
بعد تخرجه من الجامعة، يأمل أبو رمضان في الالتحاق ببرنامج للدراسات العليا، قائلاً "أعلم أنه علي اكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة عن أحدث التطورات في المجال. إن هدفي المطلق هو العمل بشركة تشييد وبناء حيث تتاح لي الفرصة لتطوير نفسي وتقديم أفضل أداء لدي."
ينصح أبو رمضان الطلاب الموجودين بفلسطين الذين يطمحون للالتحاق بالجامعة ولكن ليس لديهم السبل لتحقيق ذلك، ألا يستسلموا للصعوبات التي قد يواجهونها. يقول أبو رمضان "اعمل بكد للحصول على تعليم جيد واسعى جاهداً لنيل منح دراسية مهما يكن الأمر. فبرغم وجود آلاف الطلاب العالقين في غزة والذين لم يتمكنوا من إيجاد طريقة للسفر خارجها للدراسة، أنا لم أستسلم أبداً ولم أتخلى عن أحلامي مطلقاً."
بالنسبة إلى منة حسن، طالبة بالدراسات العليا في تخصص تكنولوجيا النانو، وحاصلة على منحة الغرير بالجامعة، فإن هذه المنحة ستساعدها على استخدام العلوم في تقدم الإنسانية. تقول حسن "أود أن أثبت أنني قادرة على التوسع في مجال تكنولوجيا النانو من خلال تطبيق تطورات جديدة على البيئة. إن المعرفة التي سأكتسبها من خلال هذا البرنامج ستساعدني في ابتكار المواد ذات القياس النانو متري والتي يمكن أن تقوم بتوليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة."
لدى حسن إيمان راسخ بوجود مجال فسيح وهائل لإجراء المزيد من الأبحاث الجديدة، حيث توصلت بالفعل لنتائج جديدة في بحثها Photo-Enhanced CO2 Reduction Using Cu Nanofibers-Decorated Titania Nanotubes حول استخدام الألياف والأنابيب النانوية لتحويل ثاني أكسيد الكربون، والذي اُختير ليتم تقديمه في مؤتمر Materials Research Society المقرر عقده في بوسطن بماساتشوستس. تقول حسن "أعكف على تحويل ثاني أكسيد الكربون والمياه إلى وقود عالي الطاقة."
أما زينة محمد عبد الحميد، طالبة بالسنة الأولى في تخصص الهندسة الميكانيكية وحاصلة أيضاً على منحة الغرير، فهي تعتقد أن من أهم مزايا هذه المنحة إقامة شبكات تواصل مهنية، واصفة منحة الغرير بأنها فرصة العمر. تقول عبد الحميد "إن اقتراني بمثل هذه المؤسسة العظيمة التي تتمتع بالتأثير والشبكات والتواصل الهائل يمكن أن يساعدني كثيراً في حياتي المهنية."
وتأمل عبد الحميد في المساهمة في إحداث تطورات في مجال الطاقة المتجددة. أود أن أعمل بشركة تقوم بإدخال السيارات الكهربائية في مصر. أعتقد أنه يمكننا تنفيذ مثل هذا المشروع بسهولة إن استثمرنا أكثر في مجال الطاقة الشمسية مما سيؤدي إلى سهولة تشغيل تلك السيارات في البلاد."
تعتقد عبد الحميد أن ما يأتى بسهولة لا يكون شيء ذو قيمة لدينا، وهذا هو ما يجعلها ترنو إلى تحقيق التميز. تقول عبد الحميد "عُرضت علي منحة دراسية جزئية بجامعة محلية، لكنني لم أقبلها لأنني شعرت بعدم وجود أية تحديات بها. فكوني طالبة بمؤسسة تعليمية كالجامعة الأمريكية بالقاهرة سيدفعني دوماً لبذل أقصى ما في وسعي لتحقيق أعلى معدل أكاديمي والحصول على منح دراسية كاملة."
يبدأ التقديم لمنحة الغرير للطلاب العرب المتفوقين لخريف 2017 في نوفمبر 2016، وذلك من خلال موقع مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم أو موقع الجامعة الأمريكية بالقاهرة.