نوادي الطلاب تحدث تغييراً في المجتمعات الأشد احتياجاً
تساهم نوادي طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة في إحداث تغيير في المجتمعات الأشد احتياجاً، ومنها نادي مشروع خير لخدمة المجتمع الذي تأسس في عام 2014 لإيجاد مجتمع من المتطوعين يساهمون في إحداث تنمية مستدامة في المجتمعات الأشد احتياجاً من خلال الابتكار والريادة الاجتماعية. تقول فريدة أمين السويني، رئيس نادي مشروع خير، "نحن نسعى لنشر وصنع الخير حتى يصبح جزءً من نمط حياتنا، ومصدراً لوحدتنا وإلهاماً لتنمية بلدنا. لدينا مسئولية لرفع المعايير التعليمية للشباب الذي يعيش بالمناطق الفقيرة كي يتمكنوا من اكتشاف قدراتهم والصعود بمصر عالياً."
يتطوع حوالي 800 طالب بالجامعة في نوادي تخدم المجتمع مثل مشروع خير من خلال المشاركة في أنشطة متنوعة من أجل إثراء الحياة داخل المجتمعات الأشد احتياجاً في بعض الأحياء المحلية الموجودة بالقاهرة.
في رمضان الماضي، جمعت تلك النوادي 500,000 جنيهاً مصرياً تقريباً لشراء مواد غذائية للأسر المحتاجة وحوالي 6000 جنيه مصري من أجل شراء حقائب غذائية وتوزيعها على المجتمعات المختلفة في مصر. وبخلاف رمضان، تبذل النوادي الثمانية المهتمة بخدمة المجتمع بالجامعة جهوداً مضنية على مدار العام لإحداث تأثير إيجابي والمساهمة في تطوير الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الفقيرة.
ومن أجل تشجيع الشباب المصري على المساهمة في تنمية مجتمعاتهم، ينظم نادي مشروع خير ورش عمل قائمة على الألعاب التعليمية لتحفيز عقول السيدات والمراهقين. وتضمنت إحدى ورش العمل السابقة مناقشة موضوعات مثل التحرش، والصحة، والفرص التعليمية.
تقول السويني "من المهام الرئيسية التي يمكن القيام بها من أجل تعزيز حياة السيدات والمراهقين توسيع عقولهم، وإلهامهم للابتكار، وتعريفهم أن مشاركة أعضاء مجتمعهم هو أمر حتمي. ويمكننا تحقيق ذلك عن طريق إرشاد المراهقين، وتعريفهم بمهارات حل المشكلات، ومساعدتهم في تحديد القيم المهمة في الحياة."
كما يسعى مشروع خير لدمج التنمية داخل المدارس الحكومية وذلك من خلال تصميم منهج دراسي يبرز أهمية الطلاب كأفراد وأعضاء بالمجتمع. تقول السويني "في هذه الجلسات، يتعلم الطلاب كيف ينمون احترامهم لذاتهم ويبنون طموحهم، بالإضافة إلى التعلم عن الوعي الصحي."
من المشروعات الأخرى التي أقامها النادي تمني أمنية Make a Wish ، حيث يقوم النادي بتحقيق أماني الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومتجر الخير Kheir Store ، حيث يروج ويعرض منتجات مصنعة بأيدي الأطفال الذين يعانون من الأمراض لجمع الأموال الخاصة بعلاجهم وإجراء العمليات الجراحية التي يحتاجونها. كما يقول أعضاء النادي "نحن نؤمن أن جميع الأفراد طيبون وأنه يمكننا مساعدة مجتمعنا إن قُدم إلينا الإرشاد والمشروعات الملائمة. يمكنك تحويل العالم بالخير، وستستمتع أثناء قيامك بذلك."
لمزيد من المعلومات عن مشروع خير، اضغط هنا.
مع تزايد عدد أطفال الشوارع، يكرس نادي عالرصيف جهوده نحو المساهمة في تغيير وتحسين حياة هؤلاء الأطفال، سواءً كانوا أعضاء داخل أسرة أو قد تخلى عنهم آبائهم. استناداً لإيمانهم بأن كل طفل له الحق في التعلم، يعمل النادي لضمان عدم قيام هؤلاء الأطفال بالتضحية بآمالهم وأحلامهم من أجل العمل.
يقضي أعضاء نادي عالرصيف غالبية وقتهم في جمع الأموال بالحرم الجامعي لإقامة مشروعات صغيرة تساعد الأسر التي تعيش بمنطقة الزلزال بمدينة القاهرة الجديدة. يزود النادي تلك الأسر بالموارد التي يحتاجونها بشرط موافقتهم على السماح لأطفالهم بإتمام تعليمهم. يقول طارق جزار، رئيس نادي عالرصيف، "نحن نحاول مساعدة الأسر التي تتضمن طفل واحد على الأقل حتى."
بالإضافة إلى ذلك، يقدم النادي فصولاً تعليمية في اللغتين العربية والإنجليزية، والرياضيات، والأخلاقيات لحوالي 50 طفل من أطفال الشوارع، وتتعاون مع المنظمات غير الحكومية التي تتعامل مع هؤلاء الأطفال بتنظيم مختلف الفعاليات التعليمية والمسلية لهم. في الربيع الماضي، أقام النادي يوماً مفرحاً مليئاً بالأنشطة الممتعة لأطفال الشوارع ومرضى السرطان بالحرم الجامعي، بالإضافة إلى إقامة فعالية احدث فرقاً Make a Difference حيث قدم هؤلاء الأطفال عروضاً لمواهبهم بالحرم. وخلال الصيف، اشترك النادي مع المؤتمر الدولي للاقتصاد العالمي بالجامعة International Conference on Global Economy لإقامة جلسة حول موضوع التسويق لهم.
يعتقد جزار أن إمكانية الاستمرار في جمع أموال كافية هو أمر حتمي لنجاح مهمة النادي، قائلاً "تتراوح تكاليف المشروعات الصغيرة بين 5000 جنيه مصري و6000 جنيه مصري. نحن نبتاع مواد تعليمية، ونؤجر مواقع لتقديم الفصول التعليمية، ونشتري غذاء لإطعام هؤلاء الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتنظيم رحلات ميدانية للأهرامات وندعو الأطفال للعب الرياضة بالجامعة."
من الجهود الأساسية التي يحرص عليها النادي الجمع بين طلاب الجامعة معاً. يقول جزار "على مدار العام، نحن نقيم حفلات وندعو مشاهير للتحدث عن أطفال الشوارع وأهمية رد الصنيع للمجتمع."
ومشدداً على أهمية رد الصنيع للمجتمع، يذكر جزار "لدى طلاب الجامعة واجب وهو المساهمة في تقدم بلدهم لمستويات أفضل. لقد غير التطوع من شخصيتي بقدر هائل وأصبحت أكثر نشاطاً وفاعلية فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، بالإضافة إلى تتنمية مهاراتي في الخطاب العام وتقويتها."
لمزيد من المعلومات عن نادي عالرصيف، اضغط هنا.
يعد نادي جلو Glow من أبرز النوادي الفاعلة في مجال خدمة المجتمع بالجامعة. تأسس النادي في عام 2009 بهدف إيجاد جيل من القادة الفعالين في تنمية المجتمع. تقول روان ماهر إبراهيم، رئيس نادي جلو، "نحن نبدأ بتطوير أعضاء النادي أولاً داخل مجتمع الجامعة، ثم يقوم الأعضاء بدورهم بالمساهمة في تطوير المجتمعات المحلية."
من أجل إثراء التجربة التطوعية بالحرم الجامعي، يقوم النادي بتنظيم أيام تطويرية تشمل أنشطة ومناقشات متنوعة، وجلسات تدريبية لأعضاء النادي، وفعاليات خاصة للأطفال، ومعارض ملابس جديدة بالحرم الجامعي لساكني منطقة منشية ناصر، وحملات لرفع التوعية تجاه القضايا الاجتماعية مثل العنف الأسري. من الحملات الناجحة التي أطلقها النادي، حملة درجات من الرعاية Shades of Care لرفع الوعي لدى المنظمات المختلفة التي تعمل في مجالات الحاجات الاجتماعية مثل مساعدة الأطفال، والعجائز، والأشد احتياجاً، والعناية بالحيوانات، والحفاظ على البيئة.
ومثل مشروع خير، ينظم نادي جلو رحلات لمجتمعات عديدة بمدينة القاهرة لتعليم الأطفال المناهج الدراسية، والأخلاقيات، والآداب بطرق خلاقة، بالإضافة إلى تعليم آبائهم القراءة والكتابة وتنمية مهاراتهم للعمل باستقلالية داخل المجتمع.
وبالنسبة لإبراهيم، تبدأ التنمية والتطور بأخذ خطوات صغيرة نحو التغيير، قائلة "إن أردنا أن نحدث فرقاً حقيقياً بمجتمعنا، سيلزم علينا رد الصنيع له. فأنا أشعر بسعادة حقيقية حينما أساعد أحد في حاجة للمساعدة، على الأقل أنا أعلم أنني سبب في رسم الابتسامة على وجهه."