مبادرة الجوار تدعم تواصل الجامعة مع المجتمع
قُدمت مبادرة الجوار Neighborhood Initiative للجامعة الأمريكية بالقاهرة للمرة الأولى في عام 2015 تحت شعار "الجامعات ليست جزراً منعزلة" أو No university is an island وذلك في ندوة مشتركة بين كل من الجامعة والجامعة الأمريكية في بيروت من شأنها فتح باب المناقشة حول مسئولية الجامعات وتواصلها مع المجتمعات المحلية. منذ ذلك الحين، نتج عن المبادرة إجراء مشروع بحثي يسعى لتكوين كيان رسمي يحث على العمل في حرمي الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمجتمع المحلي. ويعكف الفريق البحثي الآن على مسح المجتمعات المحيطة بكل من حرمي الجامعة بميدان التحرير والقاهرة الجديدة.
تقول ماجدة مصطفى، أستاذ التصميم المساعد والرئيس المشارك لقسم العمارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمراقب الرئيسي على المشروع، "تعد مبادرة الجوار مركزاً لتواصل الجامعة مع جيرانها، ويتضمن ذلك تبادل الدعم والتوعية بين الطرفين." يشارك مصطفى في العمل خالد عبد الحليم، مدرس السياسة والإدارة العامة بالجامعة، وخالد طرابية، مدرس العمارة بالجامعة.
في المرحلة الحالية، يهدف الفريق البحثي إلى حصر أصوات الجمهور الراغب في المساهمة في إقامة حي أكثر تنوعاً وصالحاً للعيش وصحياً. ثم سيتم ترسيخ المبادرة داخل الهيكل الإداري، وفقاً لمصطفى.
وأثناء القيام بمسح المجتمعات المحيطة بكل من حرمي الجامعة بميدان التحرير والقاهرة الجديدة، تمكن الفريق البحثي من التعرف على بعض التحديات الماثلة، مثل إمكانية الحصول على الخدمات، والتواصل بين الأحياء، وإمكانية السير داخل تلك الأحياء.
تذكر مصطفى "قدمت كل من إدارة الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيسها فرانسيس ريتشياردوني دعماً هائلاً للمشروع." وبالإضافة إلى ذلك، كان الفريق يعمل عن كثب مع مؤسسة فورد، ويتفاوض حالياً للحصول على المزيد من التمويل لتنفيذ المشروع. جدير بالذكر أن مؤسسة فورد هي راعي الندوة الأولى التي أُقيمت في عام 2015.
تناولت ندوة عام 2015 دراسة حالات عديدة، ولكن منذ ذلك الحين، لم يتم تحديد مشروعات معينة كي يتم تنفيذها. سيضطلع مكتب مبادرة الجوار بالتعاون مع كل من مجتمع الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجيرانها بهذه المهمة. يرى طرابية، الذي ساهم بشكل رئيسي في دور مركز البحوث الاجتماعية، أن المكتب سيكون الجهة التي تطلع مجتمع الجامعة على الاحتياجات والتحديات الماثلة أمام المجتمع المحلي المحيط به.
كما يعتقد طرابية أن مكتب مبادرة الجوار سيكون نقطة التقاء لمختلف الأطراف بالجامعة وذلك من خلال دعوة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس للمشاركة عن طريق التدريب أو البرامج الدراسية. ويمكن أن تقوم كل كلية على حدة بإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها المجتمع المحلي من خلال الأبحاث أو البرامج الدراسية المختلفة بناءً على تخصصها ومنظورها للموقف قيد النظر."
وقد بدأ طرابية في تنفيذ بعض المشروعات مع الطلاب لتجربة الزراعة الحضرية. ويعتقد طرابية أن أنواع المشروعات الأكثر ملائمة لمبادرة الجوار هي المشروعات المتعلقة بالتصميم، والمباني الصديقة للبيئة، والمراكز المجتمعية، وأية مشروعات تتضمن مشاركة المعرفة ونشر المعلومات المحدثة. يؤكد طرابية "إن الفكر متعدد التخصصات هو المستقبل."
وقد آثار عمل الجامعة في مبادرة الجوار حديث بشأن مساهمتها في بعض الأعمال التي تقوم بها اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية Cairo Heritage Development Committee . تم تأسيس هذه اللجنة مؤخراً بموجب قرار رئاسي وهي مكلفة بمهمة الترميم والمحافظة على منطقة وسط مدينة القاهرة التاريخية. وكطرف رئيسي في منطقة وسط المدينة، تتعاون الجامعة مع مكتب محافظ القاهرة بشأن المبادرات المجتمعية وذلك في ظل مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها من قبل الطرفين في إبريل 2016.