طلاب الجامعة يطلقون أول فاب لاب بالمنطقة
من المقرر أن تصبح الجامعة الأمريكية بالقاهرة أول جامعة بالشرق الأوسط تمتلك الفاب لاب FabLab الخاص بها. والفاب لاب هو اختصار fabrication laboratory، وهو ورشة هندسية أو معمل تصنيع مزود بالأدوات والماكينات اللازمة للتصنيع الرقمي. وقد أسس الفاب لاب الطالبان محمد رجب وعبد الرحمن شلبي بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة.
يعد الفاب لاب جزءً من رابطة Mechanical Engineering Association . يدير الفاب لاب بالكامل طلاب بالجامعة ويشرف عليه فريق تقني مكون من طلاب بقسم الهندسة الميكانيكية. يعد الفريق مسئولاً عن الإشراف على استخدام المعمل، وصيانة الماكينات، وتدريب الزوار الجدد بخصوص كيفية تشغيل الأدوات والماكينات الموجودة بشكل صحيح. فيلزم على كل زائري المعمل اتمام عدد محدد من الساعات حتى يتسنى لهم استخدام الماكينات بدون إشراف الفريق.
ويعد هذا المعمل إضافة هائلة للتجربة الطلابية داخل الفصول الدراسية بالجامعة. يقول رجب "إن الفاب لاب يتوسع ويتيح الكثير من الفرص. فقد لا يخطر ببالك أبداً مدى الإبداع الذي يمكن أن يبتكره طالب ما بداخل المعمل. فهذا المعمل سيساهم في زيادة الابتكارات وتوسيع نطاق التفكير الإبداعي حينما يتعلق الأمر بتصميم واكتشاف عمليات جديدة."
وتشارك جميع معامل الفاب لاب حول العالم تصميماتهم والوثائق الخاصة بمشروعاتهم معاً كي تتمكن المعامل الأخرى من تحميل المواد والأبحاث للاطلاع عليها والاستعانة بها عند تصميم المشروعات الخاصة بهم.
كجزء من مجتمع الفاب لاب المعتمد، يتطلب من كل معمل على حدة القيام بتصميم مشروع كبير كل ستة أشهر. يقول رجب "من أكثر المشروعات المعروفة التي تصممها معامل الفاب لاب في عامها الأول مشروع يسمى بالـ RepRap ، حيث يقوم الفريق التقني بصناعة ماكينة مطابقة لإحدى الماكينات الموجودة بالفعل في المعمل. وفي بعض الأحيان، تُغمر المعامل بالناس للعمل على الماكينات حينما يتم افتتاح الفاب لاب في البداية لأنه يجتذب الكثير من الأشخاص بشكل سريع. فإن القيام بمطابقة إحدى الماكينات يوسع من إمكانات المعمل، وقد لا يتم تصنيع الماكينات بالجودة نفسها، إلا أنه يكون أمراً مفيداً."
بعد ذلك، يبقى حصول الفاب لاب على الاعتماد من قبل معهد ماستشوستس للتكنولوجيا الذي يعد المؤسس الأول للفاب لاب. ومن أجل الحصول على الاعتماد، يتعين على فريق الفاب لاب بالجامعة تصنيع ماكينتين آخرتين. يتيح هذا الاعتماد الفرصة للدخول في مجتمع الفاب لاب، والحصول على دعوة لحضور المؤتمر السنوي الذي يُقام في مدن مختلفة حول العالم، ودراسة دورة تدريبية بعنوان "كيف تصنع أي شيء تقريباً" أو How to Make Almost Anything .
يوضح رجب "نعتقد أن هذه الدورة التدريبية ستكون ذات فائدة هائلة للجامعة الأمريكية بالقاهرة. فهذه الدورة تتبع عملية التفكير بأكملها بداية من تصميم شيء ما ونسخها، وسرد تفاصيل دورة التصميم والتنفيذ، ثم إعادة التصميم لإجراء الإصلاحات والتنقيحات."
يعد الفاب لاب كياناً غير هادف للربح. وبينما لا يحتاج الفريق لتحصيل مصروفات مقابل استخدام المعمل، فجميع الأموال المحصلة يتم ضخها ثانية في المعمل لشراء المواد اللازمة للمعمل ودعم المشروعات. وقد بدأ تشغيل المعمل بالفعل وفتح أبوابه للعديد من الطلاب الذين بدأوا يستخدمون الماكينات المتاحة بالفعل من أجل برامجهم الدراسية ورسالاتهم العلمية.
جمع الشغف تجاه الهندسة الميكانيكية الطالبان رجب وشلبي معاً وهو ما قادهما لإدارة الفاب لاب. يتذكر رجب "حينما تقابلنا في البداية، كان شلبي يعمل في فاب لاب مصر بالدقي. ثم توطدت صداقتنا من خلال اهتمامنا المشترك ألا وهو الهندسة الميكانيكية، وبدأنا التفكير في إقامة معمل الفاب لاب بالجامعة."
وعلى مدار عامين، كرس رجب وشلبي وقتهما لجمع الأموال اللازمة لافتتاح المعمل ومناقشة اللوجستيات مع مختلف أعضاء مجتمع الجامعة. وكانت أكبر التحديات التي واجهها الطالبين جمع الأموال الكافية لتنفيذ الفكرة وإيجاد المساحة الملائمة لإقامة المعمل. يقول رجب "أتذكر أننا حصلنا على ثلاثة دقائق فقط للاجتماع مع مجموعة من الأساتذة لكي نتمكن من تقديم مقترحنا أمامهم. ولكن، تخطى الاجتماع معهم أكثر من ساعة للإجابة على تساؤلاتهم ومناقشة الخطط الموضوعة. وقدم هؤلاء الأساتذة الكثير من الدعم للأفكار التي تقدمنا بها إليهم. فقد كان دعم كل من الجامعة والأساتذة لنا أمراً ضرورياً في تحويل فكرة الفاب لاب إلى حقيقة."