حرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة مثال عالمي للاستدامة في دليل الأمم المتحدة للجامعات
تم إدراج ممارسات الاستدامة التي تطبقها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بحرمها بالقاهرة الجديدة في دليل أدوات الجامعات الخضراء ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP Green Universities Toolkit كمثال عالمي لمؤسسة تعليمية خضراء، تنخفض بها انبعاثات الكربون. تعد الجامعة إحدى الجامعتين المذكورتين من أفريقيا فقط بهذا الدليل.جدير بالذكر أن هذه لا تعد المرة الأولى التي تحتل الجامعة فيها مركز الصدارة بين الجامعات فيما يتعلق باللون "الأخضر". فقد تم اختيار الجامعة كمؤسسة التعليم العالي الوحيدة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية وكندا في تقييم برينستون لعام 2015 لدليل الكليات الخضراء "الأكثر مسئولية بيئياً". بالإضافة إلى ذلك، فقد احتلت الجامعة، للعام الثاني على التوالي، مكان الصدارة بين الجامعات المعنية بالحفاظ على اللون الأخضر والمعايير البيئية في العالم في تقرير جامعة إندونيسيا السنوي الخامس والخاص بتصنيف الجامعات بحسب مقدار التزام الجامعة بالمعايير البيئية واللون الأخضر.
تقول ياسمين محمود، مسئول الاستدامة بالجامعة، "إن وقوع اختيار برنامج الأمم المتحدة للبيئة على الجامعة كمثال عالمي للاستدامة يؤكد على ذيوع صيتها عالمياً كالجامعة الخضراء الأولى في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط."
تطمح محمود إلى نقل هذه المعلومات القيمة إلى الآخرين، قائلة "تم إدراج الجامعة في قوائم وتقارير أصدرتها بعض المؤسسات الأخرى وذلك من أجل مبادراتنا الخضراء، إلا أن دليل أدوات الأمم المتحدة للجامعات الخضراء يتضمن شرح تفصيلي لخطتنا الاستراتيجية والتي يمكن تبنيها من قبل جامعات أخرى."
تم تصميم دليل الأدوات، وهو الإصدار الثاني له، لتوضيح الاستراتيجيات التي تتبناها وتطبقها الجامعات الخضراء الرائدة وذلك لإلهام وحث المؤسسات التعليمية المماثلة على تطبيق الاستخدام الأمثل لمواردها وتقليل استهلاكها من الطاقة وخفض انبعاثات الكربون. يتضمن الدليل العديد من الفصول التي تتحدث تفصيلاً عن الاستراتيجيات والأدوات والموارد الواجب على الجامعات تبنيها واستخدامها من أجل إعداد إطار عمل لتخطيط وإدارة الممارسات الخاصة بالاستدامة. كما يقدم الدليل أيضاً شرح تفصيلي لأفضل الممارسات الخاصة بدراسات حالة لعدد 28 جامعة حول العالم وذلك لتحفيز مؤسسات التعليم العالي لمواجهة التحديات الخاصة بالاستدامة بالاستناد إلى أمثلة حقيقية لمبادرات قد حققت نجاحاً فعلياً. فمن خلال مشاركة مثل هذه المعلومات، نسعى إلى إطلاق شرارة بدء سلسلة من التفاعلات التي تعمل على استخدام الموارد بالطريقة المثلى من أجل بناء عالم أكثر استدامة، حيث تكون البداية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
توضح دراسة الحالة الخاصة بالجامعة التحديات التي واجهتها، ويُخص بالذكر هنا عجز الموازنة والاستهلاك المتزايد للطاقة والتكلفة الناتجة والمرتبطة بذلك. وانطلاقاً من ذلك، قامت الجامعة بتشكيل فرقة عمل داخلية، ومتخصصة في مجال الطاقة، مكونة من مهندسين معماريين، ومهندسين، ومديري المرافق، ومسئولي الميزانية، وأعضاء من هيئة تدريس كلية العلوم والهندسة، تهدف إلى إعداد استراتيجية تهدف لتقليل استهلاك الطاقة بنحو ثلث الكمية على الأقل خلال فترة ثلاثة أعوام. ومن أجل الشروع في معالجة هذه المشكلة، اتجهت الجامعة نحو أكبر المصادر استهلاكاً للطاقة بها (نظام التدفئة والتبريد، ونظام الإضاءة) وقامت بإعداد خطة مزدوجة تفضي إلى التأكد من تركيب واستخدام تلك الأنظمة بالصورة الصحيحة، ثم خفض الاستخدام المفرط لهما. نتج عن ذلك، حدوث انخفاض بنحو 35 بالمئة في الاستهلاك السنوي للطاقة على نطاق الجامعة، وانخفاض في التكلفة السنوية للطاقة إلى من 2 إلى 2.5 مليون دولار أمريكي.
تشير محمود إلى أهمية جهود التوعية العامة أو التوعية الجماهيرية لشرح الآليات والدوافع وراء المبادرات الخضراء في إنجاح الخطط الاستراتيجية الخاصة بتحقيق الاستدامة. تقول محمود "لكي تحصل على مساندة الجميع فيما يتعلق بخطتك الاستراتيجية لتحقيق الاستدامة، لابد من تثقيفهم وتوضيح السبب في قيامك بإجراء بعض التغييرات، وكيف سيؤدي ذلك إلى تحسين عمليات الجامعة، وترشيد إنفاقها، وتعزيز سمعتها ومكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي."
يتيح دليل الأدوات الفرصة للجامعة للمساهمة في جعل العالم أكثر استدامة، ومعرفة الوسائل التي تتبعها جامعات أخرى وذلك في تنفيذ مشروعاتها القادمة. توضح محمود "يمكننا التواصل مع جامعات أخرى حول العالم ومقارنة الممارسات التي نقوم بها في مجال الاستدامة."
جدير بالذكر أن دليل الأدوات هذا، والذي صدر للمرة الأولى عام 2011، يعد جزء من مبادرة الجامعات الخضراء التي أطلقتها وحدة التعليم والتدريب البيئي التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والتي تعمل بالتعاون مع خبراء الأمم المتحدة ووكالات أخرى تابعة للمنظمة في مجال الاستدامة.