في أول لقاء من سلسلة "موعد مع خبير": الدكتور حسن عزازي يناقش تطوير جهاز آلي لتشخيص التهاب الكبد الوبائي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
في أول لقاء من سلسلة "موعد مع خبير" التي أطلقتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بحرمها بالقاهرة الجديدة أمس، ناقش الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء بالجامعة تطوير أول جهاز آلي لتشخيص التهاب الكبد الوبائي سي والذي حصل عنه على المركز الأول في مسابقة قسم الصناعة بمسابقة الجائزة العربية للابتكار وريادة الأعمال، التي نظمتها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. قام عزازي، من خلال شركة كيميا، وهي أول شركة صناعية تكنولوجية من الجامعة تأسست في عام 2013، بتطوير أول جهاز آلي لتشخيص التهاب الكبد الوبائي سي. قدم الجائزة وزير التجارة لدولة الإمارات في مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين العرب ال17 في أبو ظبي.يعد معدل الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي الأعلى في مصر على مستوى العالم، حيث يقدر بنحو 15 إلى 20 بالمئة من سكان مصر. تلقى عزازي الجائزة تقديرا لالتزامه بالعمل المسئول وبناء شركة مربحة في مناخ اقتصادي صعب. يقول عزازي، "تعد هذه الجائزة إنجازا كبيرا للشركات المصرية وللجامعة الأمريكية بالقاهرة. كما إن استمرارنا لمدة عامين يعد ايضا إنجازا كبيرا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر مع نظام بيئي ضعيف بالنسبة لريادة الأعمال."
تم تمويل هذا الجهاز من خلال منحة من أكاديمية أبحاث العلوم والتكنولوجيا من خلال عرض مشترك من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وشركة كيميا. يقول عزازي، "بدون هذه المنحة، لم نكن لنتمكن من تطوير هذا الجهاز."
سلط عزازي الضوء على أهمية التشخيص قليل التكلفة والذي يمكن الاعتماد عليه في نفس الوقت، "إن الاختبار الحالي لالتهاب الكبد الوبائي معقد ومكلف، وكثير من الناس لا يرغبون في إجراء الجولة الثانية من التحاليل، لذا فإن الحصول على وسيلة تحليل بأسعار بسيطة ومتنقلة سيضمن الوصول إلى نسبة أكبر من السكان." يقول عزازي، "إن هذا الجهاز يقوم بجميع الوظائف التي قد يحتاجها أي مختبر لتحليل دم المريض. يتم التحكم في الجهاز عن طريق الكمبيوتر، لذلك ليس هناك حاجة لتعامل العنصر البشري مع المواد شديدة العدوى، وفي نهاية هذه العملية، يمكن للآلة أن تقوم بالتعقيم الذاتي."
تم اختيار 30 شركة من 120 لحضور المؤتمر في أبو ظبي. أوضح عزازي ان المسابقات في الماضي كانت تشمل الشركات الناشئة التي كانت لا تزال في مرحلة الفكرة الأولية ولكن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا سعت هذا العام إلى التركيز على الشركات التي تم تأسيسها والتي من شأنها أن تكون مرتبطة بالمستثمرين في دولة الإمارات ودول عربية أخرى لمساعدتهم على الانتقال إلى المستوى التالي. شملت المعايير هذا العام اختيار الشركات المتكاملة والتي تملك فكرة مبتكرة ومنتجات تؤثر إيجابيا على المجتمع.
يقول عزازي، "نقوم باستخدام التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو في شركة كيميا لمعالجة مشكلة طبية باستخدام جهاز آلي، وهو ما لم يقم به أي من المشتركين بالمسابقة، كما تميزنا في الجانب الابتكاري من خلال استخدام جزيئات الذهب للكشف عن الفيروس."
أوضح عزازي أن حل التشخيص المبتكر الذي تقدمه شركة كيميا يتكون من شقين، "أولا، هناك التشكيل الكيميائي، الذي يحتوي على تسلسل قصير للحمض النووي، وجزيئات الذهب وغيرها من العوامل التي تستطيع الكشف عن وجود الفيروس في دم المريض، إلى جانب العنصر الآلي وهو الجهاز الذي يتمكن من استخراج الحمض النووي الريبوزي لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي من الدم. لذلك نضع عينة دم المريض في هذا الجهاز، وعلى الطرف الآخر، نحصل على جينوم الفيروس ثم نضيف الحل الكيميائي للحصول على النتيجة النهائية."
كما أشار عزازي أيضا إلى أن التكنولوجيا المبتكرة التي تستخدمها شركة كيميا مصممة خصيصا لسد احتياج أكبر في المجتمع. يقول عزازي، "إن تطبيقات الجهاز لديها القدرة على إحداث تأثير في جميع أنحاء العالم في الكشف عن الأمراض المعدية، والتي هي أكثر أنواع الأمراض خطورة وتشكل خطرا على البشرية ككل."
جدير بالذكر أن شركة كيميا هي أول شركة في مصر تنبثق من جامعة وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة. فمن المعتاد في الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم المؤسسات البحثية الكبرى باحتضان الشركات الناشئة وهو الفكر الذي تبنته الجامعة الأمريكية بالقاهرة. أوضح عزازي أن نموذج الشركة الناشئة من الجامعة يبدأ بالتكنولوجيا والابتكار وبراءات الاختراع التي يحصل عليها أعضاء هيئة التدريس باستخدام موارد الجامعة، ثم يتم اعطائها لشركة لتطويرها إلى منتج كامل، فهي شراكة ذات منفعة متبادلة بين أعضاء هيئة التدريس والجامعة، وتعتبر مؤشرا له دلالة لأن الأبحاث الهامة يتم ترجمتها في شكل منتجات تسهم في المجتمع. يقول عزازي، "إن هذا في الواقع هو أحد المعايير الأكثر دقة في تقييم الجامعات."
ونظرا لأن شركة كيميا هي الشركة الأولى التي خرجت من عباءة الجامعة، فلم يكن هناك مبادئ حاكمة، ويذكر عزازي تردد الكثيرين عند سماع الفكرة ولكن الفكرة حصلت على الدعم الكامل من رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة السابقة ليسا أندرسون، "قامت أندرسون بالمخاطرة لأنه لم يكن هناك سابقة لشركات في الجامعة من قبل، كانت أندرسون تملك فكر ريادة الأعمال عندما آمنت بالشركة."
تعمل شركة كيميا على توفير حلول تشخيصية في متناول اليد وبسيطة وتتطلب الحد الأدنى من البنية التحتية. يقول عزازي، "نقوم بالتركيز على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي لأن مصر تعاني من أعلى معدل للإصابة في العالم. أعتقد أن تشخيص المرض هو الأساس في إدارة ومنع انتشار الفيروس. إذا علم الشخص بأن نتيجة تحليله إيجابية أو سلبية، سوف يتصرف على هذا النحو حتى لا يضع الآخرين في خطر."
يأمل عزازي في أن تؤدي الجائزة إلى جذب الاستثمار الإماراتي للشركة ونقلها إلى المرحلة المقبلة، "نود الحفاظ على التوسع في أعمال الشركة، والبحث عن منتجات إضافية وربما دمج وفتح فرع ثان، الأمر الذي سيجعلنا أكثر انفتاحا على السوق." ويضيف عزازي، "إن شركة كيميا حصلت مؤخرا ايضا على جائزة أفضل مشروع خلال معرض "القاهرة تبتكر2015" في نوفمبر الماضي وقام بتقديم الجائزة الأكاديمية الوطنية للبحث العلمي والتكنولوجيا.
إن التوسع في شركة كيميا يعني توسيع نطاق خدمات التشخيص. يقول عزازي، "إن وجود اختبار منخفض التكلفة وفي متناول اليد في الأماكن النائية سيساعد على الوصول إلى السكان الأكثر حاجة لهذا التشخيص، وعندما يتم ذلك سنكون قادرين على إحداث تأثير إيجابي والمساهمة في حل المشاكل في المجتمع."