الجامعة الأمريكية بالقاهرة تعلن عن تعاونها مع محافظة القاهرة في مشروعات التنمية الحضرية المستدامة بالمحافظة
وقعت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخرا مذكرة تفاهم مع محافظة القاهرة لتعزيز مشروعات التنمية الحضرية المستدامة بالمحافظة، وذلك كجزء من مبادرة الجوار التي أطلقتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعنوان: "الجامعات والأحياء المجاورة لها: نموذج الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت" والتي تهدف إلى تسليط الضوء على المسئوليات المتعددة للجامعات تجاه مجتمعاتهم المحلية.ووفقاً لمذكرة التفاهم، ستعمل الجامعة الأمريكية بالقاهرة جنباً إلى جنب مع محافظة القاهرة في مختلف مشروعات التنمية الحضرية بالمحافظة بما في ذلك التصميم والتطوير العمراني ووضع السياسات العمرانية، والاسكان الاقتصادي، والحفاظ على التراث وحمايته من التغيير، وإدارة منظومة النفايات الصلبة، وإدارة وتصميم البنية التحتية وإدارة الانشاءات والمشروعات، وتخطيط الأنشطة المجتمعية والاجتماعية مع المساعدة في البحث عن التمويل اللازم للمشروعات المشتركة.
يقول الدكتور خالد عبد الحليم، أستاذ مساعد السياسة الحضرية بقسم السياسة العامة والادارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والباحث المشارك الرئيسي للمشروع أن الهدف الرئيسي للمشروع هو خلق مبادرة ناجحة من شأنها تحسين الوضع الحضري الذي نعيش فيه الأن. ويضيف: "إن القاهرة تحتاج إلى إحياء نفسها لتصبح مدينة مستدامة. فنحن جميعاً نعاني من فكرة الحياة في مدينة غير ملائمة للمعيشة من حيث سهولة التنقل والمعيشة والراحة في مناطقنا السكنية ومناطق الأنشطة التجارية."
جدير بالذكر أن مبادرة الجوار- والتي تم إطلاقها بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت بدعم من مؤسسة فورد- تستند على فكرة أن المؤسسات لابد وأن تكون على صلة بالمدينة والمجتمعات من حولها. تقول الدكتورة ماجدة مصطفى، أستاذ مشارك الهندسة المعمارية والباحث الرئيسي للمشروع أن المبادرة تستند على مفاهيم المؤسسات الداعمة والمشاركة المجتمعية لخلق جوار سليم وصالح للمعيشة ومتنوع في محيط حرمي الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت. فمن الممكن تطوير هذه الأحياء في جميع أنحاء منطقة وسط البلد من خلال المشاركة المؤسسية والمدنية."
كانت ندوة مبادرة الجوار فرصة مواتية للجامعة الأمريكية بالقاهرة للبدء في محادثات رسمية مع محافظة القاهرة عن المشروع وهدفه. تقول مصطفى أن رد المحافظ كان أن جوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة يتجاوز محيط الجامعة ويمتد إلى مدينة القاهرة بأكملها. تضيف مصطفى أن "هذا التصور كان مشجعاً للغاية من المحافظ ومهد الطريق لإعداد تعاون أوسع في النطاق بين الجامعة والمحافظة."
ووفقا للدكتور عبد الحليم فإن دور الحكومة في هذه الشراكة الجديدة هو توفير الدعم المؤسسي. "فعلى سبيل المثال ينبغي أن تكون المحافظة قادرة على توفير الرسومات الفنية من الأرشيف الخاص بها أو أن تقوم بتسهيل العمل في أحياء القاهرة لتتمكن الجامعة الأمريكية بالقاهرة من تنفيذ المشروعات الحضرية. وتقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة، من ناحية أخرى، بمساعدة المحافظة بالدعم الفني والاكاديمي في جميع التخصصات. وهذا يمكن أن يكون في شكل أبحاث ومشروعات ومشاورات."
جدير بالذكر أنه في أقل من عام من انعقاد ندوة مبادرة الجوار، ساهمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالفعل في مشروعات تطوير حضري بوسط القاهرة. تشير مصطفى أن المحافظ السابق للقاهرة، جلال السعيد، دعا أحد وفود مبادرة الجوار للاشتراك في اللجنة الخاصة بإعادة التأهيل الحضري للقاهرة الخديوية. كما تضيف أن أحد مشروعات التطوير التي تم المشاركة فيها مؤخراً هو ترميم واجهة مدرسة الليسيه الفرنسية، المجاورة لحرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بميدان التحرير. وتضيف مصطفى أن مشروع مدرسة الليسيه كان تنفيذه ممكناً عن طريق دعم الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومحافظة القاهرة ورعاية شركة أبراج مصر للتنمية الحضرية.
ووفقاً لعبد الحليم، تحمل الجامعة الأمريكية بالقاهرة مسئولية الترويج للتفكير متعدد التخصصات من أجل التصدي للتحديات التي تواجه القاهرة. "فبالإضافة إلى تعليم الجيل القادم من المواطنين، فإنه من الأهمية للجامعة أن تقوم بتأييد الاهداف الاستراتيجية لمبادرة الجوار عن طريق تطوير التعليم والأبحاث والمشاركة في التوعية في المجتمعات غير النامية بالقاهرة.
ويشير عبد الحليم أنه بينما تعاني القاهرة من قضايا تنموية حضرية فإنه يمكن أن ينظر إليها كمختبر بحثي غني حيث يمكن استكشاف العديد من الموضوعات ليس في المجال الحضري فحسب ولكن أيضاً فيما يتعلق بالديناميات الاجتماعية والهجرة. يقول عبد الحليم: "تتيح التعقيدات التنموية لمدينة القاهرة ميزة كبيرة للجامعة للترويج للمشاركة المدنية. فإذا قمنا بالسؤال عن كيفية استفادة المصريين من هذا الاتفاق، فإننا بحاجة إلى التفكير أن ما يقرب من ربع السكان يعانون من التأخر التنموي وعدم المساواة في توزيع الموارد."