خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة ندى نافع تشارك في بينالي فينيسيا بمشروعها عن المجتمعات السكنية العشوائية في مصر
تشارك خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة ندى نافع في الجناح المصري في بينالي فينيسيا الدولي للعمارة، والذي يعد أكبر معرض معماري في العالم، بمشروعها عن العمارة للمجتمعات السكنية العشوائية في مصر حيث تعرض من 40 إلى 50 لوحة من ورشة عمل نظمتها مؤخرا تعبر عن المقيمين في المجتمع السكني بمنطقة أرض اللواء. يعد مشروعها، "نمط اللغة غير الرسمية"، هو جزء من رسالة الماجستير الخاصة بها بجامعة واترلو بكندا، والتي تضم ضمن اللجنة المشرفة الدكتورة ماجدة مصطفى، أستاذ مشارك الهندسة المعمارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مع منى الكفيف، المشرفة على رسالتها وعضو لجنة تحكيم الرسالة وأدريان بلاكويل من جامعة واترلو.قامت نافع بالتقديم في البينالي بعد تنظيمها ورشة عمل استمرت خمسة أيام، قامت من خلالها بدعوة أعضاء مجتمع منطقة أرض اللواء للعمل مع طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة من قسم الهندسة المعمارية. قام المشاركون برسم خرائط المجتمع، وطرح الهيكل التنظيمي لأرض اللواء وتحدي التصور السائد أن المجتمعات السكنية العشوائية فوضوية، وغير منظمة وغير هامة في مجال الهندسة المعمارية. اختتمت ورشة العمل بإقامة معرض في الشارع يضم الأنماط التي أنتجها المجتمع، والخرائط والصور الفوتوغرافية، وكذلك قوالب الأنماط التي أنتجها طلاب الهندسة المعمارية والتي تعرض الأن بمعرض البينالي. شارك في تنظيم ورشة عمل Artellewa: جامعة واترلو والجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع CLUSTER، و Save the Children وشادوف.
تقول نافع، "كانت الخرائط دائما أداة قيمة للاتصال، ومن المهم أن نضع خريطة للمجتمعات العشوائية لتوصيل أصوات السكان إلى السلطات وتحقيق خطط التنمية. رسم خرائط المجتمعات العشوائية هو اعتراف بوجودها، وبالتالي يمثل خطوة أخرى نحو إضفاء الطابع الرسمي على غير الرسمي. إن رسم الخرائط يساعد على توصيل صوت المهمشين واستعادة العلاقات المتصلة بالمجتمعات العشوائية."
ويعتبر هذا المشروع مثاليا لبينالي هذا العام، والذي يقام تحت شعار "نقل الحدث من الموقع." تقول مصطفى، "إن موضوع البينالي هذا العام هو حقا هام للغاية لهذا الجزء من العالم. إنها المرة الأولى التي لا يكون الغرب هو القائم بإبلاغ العالم بماهية العمارة بل أن بقية العالم هو من يقوم بإبلاغ المجتمع عن كيفية ممارسة الهندسة المعمارية على أرض الواقع."
توضح مصطفى إن المجتمعات العشوائية في القاهرة ممثلة تمثيلا قليلا للغاية، مع أنها تشكل أغلبية المدينة، "تمثل هذه الأحياء العشوائية حوالي 70 بالمئة من مجتمعنا، وهناك القليل جدا من الدراسات والأبحاث المكتوبة عنها لذلك فمن الهام بالنسبة لنا أن يكون هناك عرضا في البينالي لإظهار كيف تمارس الأمور في مصر."
تقول نافع، "أأمل أن يتم استيعاب العرض في فينيسيا دون تبني وجهة نظر معينة تجاه المجتمعات المحلية العشوائية، ولكن بتقدير قيمة العمران التكتيكي وعمليات التنظيم الذاتي."
إن أحد دوافع رسالة الماجستير الخاصة بنافع هو استطلاع المشاكل التي تنشأ عندما يتم تطبيق الممارسات المعمارية التقليدية في واقع الأماكن العشوائية. تقول نافع، " تكافح القاهرة بشكل متزايد مع تزايد التوتر بين الممارسات والأنماط الحضرية الرسمية وغير الرسمية. الفكرة الرئيسية للأطروحة ولمبادرة داخل النمط غير الرسمي للغة هي إشراك هذا التجاور من خلال الوساطة بين الجهود المجتمعية والخبرات من أعلى إلى أسفل."
قامت نافع ببناء أطروحتها على كتاب الباحث كريستوفر الكسندر، A Patterned Language والتي تصفه مصطفى بأنه "موسوعة لأشكال وسلوك الناس والأماكن التي تعد معجماً عالمياً للتصميم والمساحة التي يمكن للناس استخدامها لبناء الأماكن المخصصة لهم." إن مشروع نافع يقوم بتوسيع هذا الهيكل لكي يقدم اقتراح بإدخال نمط لغة غير رسمية يمكن للمهندسين المعماريين استخدامها لإقحام خبراتهم في الهيكل الحالي دون فرض أفكارهم على المجتمع."
تشير نافع أن لغة النمط هامة لأفراد المجتمع الذين يقومون ببناء وتصميم المساحات الخاصة بهم أيضا. "أريد أن أخلق الوعي بين الناس لتحسين أنماطهم. كأفراد مجتمع ومصممين ومسئولين في المستقبل، يجب أن يتم تدريبهم على التفكير من أسفل إلى أعلى وبشكل أكثر استدامة."
إن أحد الجوانب الهامة لعمل نافع هو أنه مطروح كدليل مفتوح المصدر كمشروع حي. فالمواقع الالكترونية توفر فرصة لأفراد المجتمع لتحميل الأنماط، والصور والخرائط التي سوف تصبح جزءا من قاموس لغة النمط. "إن الهدف من ذلك هو اقتراح عملية قابلة للتكرار، كمصدر مفتوح، الذي يتيح للناس اتخاذ ملكية بيئتها المبنية وربط احتياجاتهم العادية بالمخاوف البيئية والحضرية."
وطبقاً لنافع، تم تصميم لغة النمط غير الرسمي كمشروع مستمر وتعد الأطروحة مجرد لمحة لما يأتي. وعلى الرغم من أن المشروع مقام على نطاق صغير وعلى التدخلات المحلية إلا أن المشروع لديه امكانيات كبيرة لتكرارها ليس فقط في المجتمعات العشوائية الأخرى ، ولكن في غيرها من التخصصات والشروط لإنتاج العامية والريفية والصحراوية على سبيل المثال."