أسرة الصحفي الراحل مصطفى أمين تهدي الجامعة الأمريكية بالقاهرة أكثر من 5,000 كتاب من مكتبته الخاصة
حصلت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤخرا على أكثر من 5,000 كتاب بعدة لغات من المكتبة الخاصة للصحفي المصري الراحل مصطفى أمين. تشمل المجموعة، والتي تبرعت بها زوجته إيزيس طنطاوي، جميع الكتب التي قام أمين بتأليفها، بالإضافة إلى سير ذاتية وروايات ومسرحيات. وتضم المجموعة ايضا الوثائق الأصلية من أرشيف أمين الشخصي، مثل نسخة من وصيته، ومذكراته اليومية، ومسودات الكتب، وسيناريوهات المسلسلات التلفزيونية، ومراسلات شخصية، ومخطوطات، وصور، وشرائح، وكذلك وثائق عن التاريخ الاجتماعي والسياسة الدولية.قضى أمين عدة أعوام للدراسة في كلية الجامعة الأمريكية بالقاهرة للفنون والعلوم بداية من عام 1928 وحصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون عام 1938. كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987 "لتفانيه في تعزيز حرية التعبير في الصحافة كرئيس تحرير لأكبر صحيفة أسبوعية في العالم العربي."
يقول فيليب كروم، العميد المشارك لمكتبة وأرشيف الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، "إن الكتب والمخطوطات الخاصة بهذه الموضوعات تمثل إضافة للبرامج الدراسية الحالية والمستقبلية ولمناهج الجامعة. تقوم الجامعة بتدريس الصحافة، لذلك فمن المهم لطلابنا معرفة طريقة عمل ومعيشة صحفيين بارزين مثل الراحل مصطفى أمين. كما أن الباحثين الجادين لا يرغبون في قراءة تلك المعلومات على الإنترنت بل يريدون رؤية الوثائق الأصلية، ففي أي عمل كتابي، يعد ملمس الوثيقة على نفس القدر من أهمية المحتوى."
يعتبر مصطفى وشقيقه التوأم علي أمين في نظر الكثيرين، "آباء الصحافة العربية الحديثة." بدأ حبهم للمهنة عندما كانوا في سن الثامنة بإصدارهم لمجلة حقوق لنشر أخبار منزلهم. على مر السنوات، قام الأخوان بإنشاء أربعة من أكثر الصحف توزيعا في مصر وهم أخبار اليوم، آخر لحظة، الجيل، والأخبار - بالإضافة إلى إعادة إصدار مجلة آخر ساعة، والتي كتب بها مصطفى أمين عمودا أسبوعيا، وشغل منصب رئيس تحريرها.
قدم أمين في معظم موضوعاته الصحفية فكرة الصحافة الحرة والليبرالية الغربية وتجاهل الأجندة السياسية للحكومة وانتقد حكام مثل الملك فاروق، مما أدى في النهاية إلى سجنه عام 1939. كما تم اعتقاله أيضا في عام 1965 من قبل الرئيس جمال عبد الناصر.
تضم المجموعة المهداة لمكتبة الجامعة يوميات أمين التي كتبها خلال الفترة التي قضاها في السجن. تقوم هذه المجموعات بتثقيف الطلاب بتجارب حياة الصحفي. تقول إيمان مورجان، مدير المجموعات والفهرسة المكتبية، "تعرف هذه المجموعات طلابنا بطريقة تفكير الصحفيين بشكل عام وطبيعة علاقاتهم بالزعماء الأجانب، وهو ما يضيف بعدا آخر لشخصيتهم. انها مثل لعبة البحث عن الكنز."
يعد توثيق المجموعات المهداة من الأفراد الذين تركوا بصمة في مصر أمرا هاما للحفاظ على التاريخ. يقول كروم، "إن الحصول على المواد النادرة والمحفوظات يضيف قيمة لمجموعتنا الخاصة من الكتب. نعمل على تسهيل عمل الباحثين في إنتاج عمل أصلي وعالي الجودة." يشير كروم إلى أن بعض المواد يتم تحميلها على المكتبة الرقمية الخاصة بالمكتبة وأرشيف الكتب النادرة والمجموعات الخاصة لتكون متاحة عبر الإنترنت.
كما تضم مكتبة وأرشيف الكتب النادرة والمجموعات الخاصة مجموعات شخصية مهداة من الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بطرس بطرس غالي، والصحفي المصري، أنيس منصور. يقول كروم، "نحن حريصون على الحفاظ على تاريخ مصر والمنطقة."