معهد بحوث البيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يوفر الطاقة الشمسية للمجتمعات غير الحضرية بالشراكة مع شركة شنايدر إلكتربك
قام معهد بحوث البيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالشراكة مع شركة شنايدر إلكتريك، الشركة العالمية المتخصصة في مجال إدارة الطاقة والتحكم الآلي، بتوفير نظام قائم على الطاقة الشمسية لاستخراج المياه الجوفية وضخها واستخدامها في الري، بالإضافة إلى 50 كشاف محمول من طرازMobiya يعمل بالطاقة الشمسية للأسر التي تعيش في المجتمعات المحلية في مدينة مرسى علم، في منطقة وادي الجمال، وأبو غصون والوادي الجديد.يقول أيمن إسماعيل، مدير التسويق لمشروعات الجهد المنخفض بشركة شنايدر الكتريك مصر وشمال شرق أفريقيا، "اخترنا الدخول في شراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لأننا نستطيع الاعتماد على ما تقدمه من دعم لتقديم حلول مبتكرة للمجتمعات المحلية. نحن نعمل بشكل مكثف مع الجامعات المصرية ومراكز الأبحاث والمؤسسات التعليمية للمساعدة في دعم البحث العلمي، إلى جانب تقديم حلول متطورة تساعد المجتمعات المحلية على تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية والتغلب على التحديات اليومية التي تواجهها."
بدأ مشروع توفير الطاقة الشمسية عندما قام معهد بحوث البيئة المستدامة بالجامعة بتنفيذ مشروع مياه الشرب في محمية وادي الجمال الوطنية في الصحراء الشرقية في مصر، والتي تبعد حوالي 80 كم من جنوب مرسى علم. تقول تينا جاسكولسكي، المديرة بمعهد بحوث البيئة المستدامة، "لاحظ فريق البحث، أثناء العمل على مشروع المياه، أن البدو الرحل، الذين يقيمون في خيام بدائية، في حالة بحث دائم عن الأمطار والنباتات لتغذية ماشيتهم التي تتضمن الأغنام والماعز والإبل ولا يوجد لديهم مصدر للكهرباء." تقول جاسكولسكي، "نظرا لطول المسافة بين الساحل، وهو الجهة الأقرب التي يتواجد بها كهرباء، وبين القرى التي يسكن بها البدو، كانت هناك حاجة ماسة للحصول على الكهرباء."
تعد الكشافات الشمسية Mobiya التي تقدمها شركة شنايدر إلكتريك حلا مبتكرا يسهل التنقل به إلى المناطق التي تقع خارج تغطية شبكة الكهرباء وإلى القرى في مرسى علم. تقول جاسكولسكي، "إن الكشافات الشمسية صغيرة الحجم، ذات مصابيح مستديرة وسهلة الاستخدام، ومتصلة بلوحة شمسية صغيرة للشحن وتعمل من 6 إلى 36 ساعة. كما يمكن أيضا أن تعمل على مستويات مختلفة من الطاقة ويسهل تعليقها داخل الخيمة."
يمكن أن يستفيد من 3 إلى 5 أفراد في المتوسط، من كشاف الطاقة الشمسية، طبقا للمساحة التي يتواجدون بها. تقول جاسكولسكي، "لضمان التوزيع العادل للكشافات الشمسية، قمنا بالتعاون مع محمية وادي الجمال الوطنية لتحديد العائلات التي لم تستفد من أي مشروع إنارة آخر. رافق موظفي المحمية الوطنية أيضا فرق معهد بحوث البيئة المستدامة وشنايدر إلكتريك في الوديان لتوزيع الكشافات."
من خلال خبرة معهد بحوث البيئة المستدامة على مدار العشر سنوات الماضية في العمل مع المزارعين في واحات الصحراء الغربية، وجد المعهد أن هناك حاجة لإنشاء حل أكثر استدامة للحصول على المياه، حيث تقول جاسكولسكي، "نظرا إلى جفاف العديد من الآبار الارتوازية، اضطر المزارعون إلى تثبيت مضخات الديزل لضخ المياه الموجودة على عمق 350 متر، لذلك أردنا إدخال طرق متجددة تسمح للمزارعين بضخ المياه من الآبار أو إلى نظم الري."
يستطيع نظام شنايدر إلكتريك الجديد الذي يعمل بالطاقة الشمسية أن يضخ المياه من عمق يصل إلى 20 مترا. يقول إسماعيل، "يمكن مساعدة من 15 إلى 20 مزارع باستخدام هذا النظام الجديد من الري بالطاقة الشمسية في المجتمع المحلي. كما يعد هذا النظام بديلا فعالا لاستخراج المياه الجوفية بالطرق التقليدية."
يعد نظام المياه المستخدم نظاما فعالا لأنه يعتمد بنسبة 100 بالمئة على الطاقة الشمسية ويتوافق مع أنواع مختلفة من المضخات ومصفوفات الألواح الشمسية المتوفرة في السوق المحلي.
إن الكشافات الشمسية هي المصدر الوحيد للكهرباء بالنسبة لكثير من الأسر التي تعيش في مرسى علم. تقول جاسكولسكي، "تعيش العائلات في مجموعات من الخيام ولا يوجد هناك مجتمع بالشكل التقليدي حيث تبعد الخيام عدة كيلومترات عن بعضها البعض. توفر هذه المشروعات حلولا للطاقة الشمسية المستدامة والتي لديها القدرة على تحسين نوعية الحياة في المجتمعات الغير حضرية بشكل كبير."
وأضاف إسماعيل أن هذه المشروعات قادرة على مساعدة هذه المجتمعات في أن تصبح أكثر إنتاجية وصحة واستدامة، "نأمل أن نرى مجتمعات قائمة على الاكتفاء الذاتي ومعتمدة بشكل أكبر على الطاقة المتجددة، بدلا من الوقود الأحفوري."
تؤمن شنايدر إلكتريك أن الحصول على الطاقة هو حق أساسي من حقوق الإنسان. يقول إسماعيل، إن مهمتنا هي توفير الإضاءة الشمسية وحلول ضخ المياه بالطاقة الشمسية إلى هذه المناطق، وهدفنا الرئيسي هو الاستدامة. يرجع سبب اختيارنا الشراكة مع معهد بحوث البيئة المستدامة بالجامعة إلى سهولة وصول المعهد إلى هذه المناطق، ومعرفته بالاحتياجات المحلية وتواجده المستمر في هذه المجتمعات. نحن نؤمن أن المستقبل الحقيقي للطاقة في مصر يعتمد بشكل كبير على الطاقة البديلة والمتجددة."