احتفال الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتنصيب فرانسيس ريتشياردوني الرئيس الثاني عشر للجامعة
احتفلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتنصيب فرانسيس ريتشياردوني الرئيس الثاني عشر للجامعة أمس بقاعة باسيلي بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة في حضور لفيف من الشخصيات العامة وكبار مسئولي الدولة ورجال الأعمال ورؤساء الجامعات المصرية والاقليمية والدولية وأعضاء مجلس أوصياء الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورؤساء الجامعة السابقين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب وموظفي الجامعة الأمريكية بالقاهرة. بدأت مراسم حفل التنصيب بموكب افتتاحي لأعضاء مجلس الأوصياء والإدارة العليا للجامعة، تلاها كلمة ترحيب من السيد ريتشارد بارتلت رئيس مجلس الأوصياء ثم كلمة الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وكلمة رئيس الجامعة ريتشياردوني . قال بارتلت، "تعد احتفالية تنصيب رئيس الجامعة وقتاً للاحتفال، فهي مناسبة لتمجيد الحقبات السابقة في تاريخ الجامعة والتطلع بحماس إلى الحقبة الجديدة التي نوشك على بدايتها. فتاريخ الجامعة هو سبب للامتنان والعرفان والفخر والتفاؤل."في حفل التنصيب، قلد رئيس مجلس الأوصياء ريتشارد بارتلت رئيس الجامعة ريتشياردوني ميدالية الجامعة الذهبية.
وقال بارتلت، "ومن المثير للاهتمام، أن ريتشياردوني ليس الشخص الأول الذي يشغل منصب كل من رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة وسفير الولايات المتحدة في مصر. ذلك الشرف يعود أولا إلى رئيس الجامعة الثاني جون بادو، والذي أدى نجاحه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى تعيينه سفيرا في وقت لاحق. كما أن مسار ريتشياردوني من العمل الدبلوماسي إلى رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليس جديدا. فلقد شغل كل من رؤساء الجامعة السابقين توم بارتليت، وكريس ثورون، وريتشارد بيدرسن مناصب بالخارجية الأمريكية قبل أن يرأسوا الجامعة. لقد تبين أن قدرة الدبلوماسي على بناء الجسور بين الثقافات تعد مهارة مفيدة في إدماج وتكييف الفلسفات التربوية الأمريكية في السياق المصري."
توجه بارتلت لمجتمع الجامعة طالباً من أعضائه الالتفاف حول الرئيس ريتشياردوني داعمين رؤيته وقيادته القوية والجامعة على مشارف استقبال قرن ثاني من تقديم التعليم والخدمة. أوضح بارتلت، "بينما أعجبت لجنة البحث عن رئيس جديد للجامعة بالتزام ريتشياردوني تجاه التعليم ومصر، إلا أن اختيار أعضاء مجلس الأوصياء وقع عليه بسبب قيادته. نحن ننصبه اليوم ونحن واثقون في تفانيه نحو مهمة الجامعة، وشخصيته الفريدة، والتزامه نحو تحقيق التميز... إن مستقبلنا ملئ بالتحديات الجديدة والكثير من بشائر الخير. قد تبدو هذه التحديات مهيبة، إلا أنها تذوى جميعاً حينما نتحد معاً خلف سمو أهدافنا المشتركة. سيكون ريتشياردوني شخصية قائدة في الحقبة القادمة من تاريخ الجامعة، فلنتعهد أن نكتبها معاً."
ألقى أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة في الحفل مؤكداً على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعة كمؤسسة تعليمية رائدة في مصر وعلى أهمية التعاون المتبادل، قائلاً "سيكون هناك نطاقاً أوسع من العمل المشترك والتعاون لتحقيق الأهداف التعليمية والبحثية للجامعة الأمريكية بالقاهرة، وخاصة في ظل الرؤية المستقبلية التي يتبناها رئيس الجامعة تجاه مصر والتي عبر عنها في حديثه عن مصر وشعبها بقوله ’إن أردت أن تحل مشكلات العالم، فعليك بزيارة مصر وشعبها الودود‘، أتمنى لرئيس الجامعة الجديد النجاح في قيادة هذه المؤسسة التعليمية المتميزة، وأتعهد أن نتعاون معاً من أجل ازدهار الشعب المصري والأمريكي."
استهل الرئيس ريتشياردوني، المعروف بتاريخه الدبلوماسي وخدمته المتميزة في كل من مصر والشرق الأوسط، كلمته باللغة العربية. وفضلاً عن تحدثه عن سبب عودته مرة أخرى لمصر "أم الدنيا"، كما يصفها، هو وزوجته، الدكتورة ماري ريتشياردوني المتخصصة في علم الأحياء الجزيئية، تحدث الرئيس ريتشياردوني عن رؤيته تجاه الجامعة مؤكداً على ثلاث ركائز مهمة حددت ملامح الجامعة أثناء القرن الأول لها والتي يجب أن يستمر الاستناد إليها في المستقبل، وتلك الركائز هي: الهوية، والاستمرارية، والتميز.
قال ريتشياردوني في حفل التنصيب، "نعم، ندرك جميعا أن هذه أوقات صعبة، ومرهقة، وحتى مؤلمة للبشرية جمعاء. ولكننا عدنا بالأخص إلى القاهرة التي تعد بوتقة من هذه الطاقة ومليئة بالأمل لجامعتنا الفريدة من نوعها ولبلدنا المضيف الرائع على حد سواء. إن الجامعة الأمريكية بالقاهرة أتاحت لنا مرة أخرى فرصة العودة إلى مصر للمشاركة في المهمة الأكثر نبلا في الإنسانية وهي تعليم جيلنا الصاعد من العلماء والفنانين والبنائين والمبدعين، والمعلمين العاملين بالخدمة العامة، والقادة في مجال الأعمال التجارية وكافة المجالات."
قال ريتشياردوني، "إن هويتنا كجامعة عالمية على أرض مصر هي أكثر ميزة ننفرد بها وهي التي تجعلنا قادرين على المنافسة. لقد كنا دائما بوابة الدخول لمصر وخارجها من خلال تبادل الأفراد ومعرفتهم وأفكارهم. نحن نأتي بأمريكيين وجنسيات أخرى، منها مصريين أمريكيين، لمصر لنقوم بتمكين خريجينا من النجاح والمنافسة في أي مجال، وفي أي مكان في العالم. ولذلك، نحن متخصصون في مجال اكتساب العقول لمصر والمنطقة ونقف في وجه القوى العالمية الخاصة بهجرة العقول."
تأكيدا على أهمية ثقافة الخدمة، قال ريتشياردوني "يجب علينا أن نسأل طلابنا المحتملين، ’ماهي المشاكل التي تودون حلها وكيف ترغبون في خدمة بلدكم و ذلك بدلا من سؤالهم: ’ماذا تريدون أن تكونوا؟‘ قال لي طلاب من العديد من التخصصات الأكاديمية المختلفة إن خدمة مجتمعهم في الجامعة من أهم الخبرات التي كان لها أعظم تأثير تحولي على شخصياتهم وعلى خبراتهم في التعلم." ولفت ريتشياردوني أن السمة المميزة للجامعة هي التميز في كل ما تقوم به، "إن التميز هو عملة نادرة، ويعني القيام بما هو خارج عن المألوف. التميز ليس النخبوية أو التكبر ولكنه يتطلب أن يكون الأفراد استثنائيين ويبذلون جهودا استثنائية، مدعومة من قبل أسرهم ، والمؤسسات والجهات الراعية صاحبة الرؤية."
أكد ريتشياردوني أيضا على أهمية "الاتفاق بين الأجيال" في الحفاظ على هوية الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتراثها، "نحن ملتزمون معا بأن نقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى الأجيال القادمة أقوى مما وجدناها، وأن نقوم بإحياء تراثها القوي وثقافة العطاء والخدمة والتميز."
واختتم الحفل بأغنية الجامعة "نحن من الجامعة الأمريكية بالقاهرة". وعقب الاحتفالية الرسمية، انضم مجتمع الجامعة معا من أجل الاحتفال في ساحة بارتلت حيث شمل الاحتفال مجموعة متنوعة من العروض الفلكلورية التي قدمها الطلاب كما التقى ريتشياردوني بمجتمع الجامعة.