لتكريم ذكراها: أبناء الراحلة نفين لطفي خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة يؤسسون صندوق نفين لطفي للمنح الدراسية الطارئة بالجامعة
قام عاصم وعمر رؤوف عبد الهادي أبناء الراحلة نيفين لطفى، والتي تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1974، بتكريم ذكرى والدتهما وذلك عن طريق تأسيس صندوق نيفين لطفى للمنح الدراسية الطارئة بالجامعة، والتبرع له بسخاء. لطفى والتي لقت مصرعها في نوفمبر الماضي، كانت رائدة في مجال العمل المصرفي، حيث كانت أول امرأة تحتل منصب الرئيس التنفيذى لبنك إسلامي في العالم العربي. تقلدت لطفي العديد من المناصب العليا في البنوك في أوروبا والولايات المتحدة ومصر، آخرها كان الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك أبو ظبي الإسلامي. وكانت أيضا عضوا في مجلس العميد الاستشاري الاستراتيجي بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. قامت لطفي بتطبيق وتنمية المهارات التي اكتسبتها أثناء دراستها للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة من خلال مسارها الوظيفي على مدار 30 عاما.يقول عاصم، الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2016، "تبرعت أنا وأخي عمر للجامعة الأمريكية بالقاهرة لعدة أسباب، أولا وقبل كل شيء، كانت والدتي تعتز للغاية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتفخر بكونها من خريجيها ودائما كانت تخصص وقتا للجامعة، ولكن الأهم من ذلك، لقد ساعدت تجربتها في الجامعة في بلورة رؤيتها للحياة وهي الرؤية التي ساعدتها في تحقيق نجاحا كبيرا. لقد عززت تلك التجربة مُثل الجدارة والانفتاح الذهني، كما ساعدتها في معرفة المزيد عن العالم الخارجي، وأدت بدورها إلى زيادة فضولها بشكل كبير. كما أدى ذلك إلى حصولها على مسار مهني دولي ناجح للغاية، كما أتاح أيضا لي ولأخي الحصول على نشأة خاصة جدا. لهذا السبب وحده، سنظل دائما مدينين للجامعة الأمريكية بالقاهرة، وسأقوم بتقديم يد العون للجامعة بأي طريقة ممكنة مدى الحياة." كما أضاف عاصم أن فكرة التبرع لهذا الصندوق كانت مستوحاة أيضا من "الحاجة الملحة للعائلات التي تعاني من رسوم الجامعة في ضوء تعويم العملة الأخير."
بالإضافة إلى التفاني الذي شهده لدى والدته تجاه الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فإن خبرة عاصم في الجامعة ألهمته هو وشقيقه بالتبرع. يقول عاصم، "إن تجربتي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كطالب ماجستير في إدارة الأعمال أقنعتني أن هذه الجامعة هي واحدة من المؤسسات التي تدار بأكبر قدر من الكفاءة والمهنية في مصر، وشعرت أن تبرعنا لن يذهب هباء بل سيصل إلى الطلاب الذين يحتاجونه ويستحقونه." كما أضاف عاصم، "في رأيي، إن قيمة التعليم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لا تقدر بثمن، حيث يتعلم الطلاب مهارات ويكتسبون معرفة ستساعدهم في جميع مراحل حياتهم، أثناء تلقيهم مٌثل التعليم المبني على النهج الليبرالي المعتمد على التفكير النقدي والتحليلي."
كما يعلم عاصم وأخيه جيدا، إن دعمهم المتواصل للجامعة الأمريكية بالقاهرة هو شهادة رائعة لإنجازات والدتهما الرائدة. يقول عاصم، "يظهر هذا التبرع أن والدتي قامت بتربية أبنائها على العطاء والمساهمة في هذا العالم بطريقة إيجابية وعلى تقديم يد العون لمن يحتاجها." أضاف عاصم، "كما يظهر هذا التبرع أيضا أنها غرست بداخلنا قيم يجسدها التعليم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وهي: أن تكون منفتح على الآخرين وتحترم معتقداتهم، وأن تعلم أن النجاح يستند بالأساس على الجدارة وليس النسب أو النوع أو الخلفية الدينية؛ وأن التعليم يضمن لك وسيلة لكسب العيش طوال حياتك، وطالما أكدت على هذه النقطة الأخيرة. وأعتقد أن الطريقة التي ستمكننا من تكريم ذكراها ستكون عن طريق غرس هذه المبادئ التي عاشت بها في الآخرين. آمل أن يكون التبرع الحالي والتبرع القادم تحقيقا لذلك."